قالت كليليا شوفغيي، المديرة العامة للمعهد الفرنسي بالمغرب، إن قرار حكومة بلادها الرفع من رسوم التسجيل بالنسبة إلى الطلبة الجدد بجامعاتها من خارج الاتحاد الأوروبي، يأتي في إطار استراتيجية جديدة تقوم على أساس تحسين ظروف استقبال الطلبة الأجانب في إطار المنافسة الدولية. وأضافت كليليا شوفغيي، التي تشغل أيضا منصب مستشارة التعاون والعمل الثقافي في السفارة الفرنسية بالمغرب، في ندوة صحافية، اليوم الأربعاء، حول دواعي إقرار رسوم تسجيل صاروخية في وجه الطلبة الأجانب، أن "الإجراء الجديد يضمن المساواة بين الطلبة الفرنسيين والأجانب، ويسهل على المؤسسات الجامعية الفرنسية إنشاء ملحقات لها بالخارج". وكان رئيس الوزراء الفرنسي، إدوارد فيليب، قد أكد أن "الطالب الأجنبي الغني الذي يأتي إلى فرنسا يدفع المبلغ نفسه الذي يدفعه الطالب الفرنسي الفقير، وأبواه يعملان ويدفعان الضرائب في فرنسا سنوات"، معتبرا ذلك "أمرا غير معقول". وأشارت المسؤولة الفرنسية إلى أن رفع رسوم التسجيل بالجامعات الفرنسية ستقابله إجراءات مساعدة على مستوى السكن وحل عدد من المشاكل الإدارية والاندماج في المؤسسات التعليمية. وأكدت أن "هذه الرسوم تشمل جميع الطلبة القادمين من خارج بلدان الاتحاد الأوروبي". وفي السياق ذاته، قالت مصادر فرنسية لجريدة هسبريس الإلكترونية إن الحكومة الفرنسية ستسمح، بعد إقرار هذه الزيادات في رسوم التسجيل بالنسبة إلى المغاربة الحاصلين على الأقل على شهادة الماستر من الجامعات الفرنسية، أن يعودوا إلى البلاد للبحث عن فرص عمل أو إنشاء مقاولات. وبخصوص دخول الإجراء الجديد حيز التنفيذ ابتداء من الموسم الجامعي المقبل، فإن الطلبة المغاربة، الذين يتابعون دراستهم هذه السنة أو في السنوات السابقة، غير معنيين برسوم التسجيل الجديدة، إلا في حالة انتقالهم من مسلك دراسي إلى آخر؛ أي من نظام الإجازة إلى نظام الماستر أو من الماستر إلى الدكتوراه. ويستثني الإجراء الجديد الطلبة المغاربة الذين يتابعون دراستهم أو سيتابعونها في إطار الشراكات التعليمية التي تجمع الجامعات المغربية بنظيرتها الفرنسية، وهي خطوة تهدف من خلالها الحكومة الفرنسية إلى تشجيع الشراكات الأكاديمية بين باريس والرباط. ويرتقب أن ترفع فرنسا عدد المنح التي تقدمها إلى الطلبة الأجانب من 7 آلاف منحة إلى 15 ألف منحة في العالم، ضمنها منح تغطي نفقات الرسوم الجديدة. ويحصل المغرب على 300 منحة فرنسية سنويا، في إطار شراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي. وكان رئيس الوزراء الفرنسي قد أعلن أنه ابتداء من الموسم الجامعي المقبل سيدفع الطلبة الأجانب رسوماً أكثر من الطلبة الفرنسيين. فبعدما كانت الإجازة تتطلب أداء 170 يورو سنوياً بالنسبة إلى الطالب الأجنبي، ستصبح ابتداءً من الموسم الجامعي المقبل في حدود 2770 يورو. أما بالنسبة إلى الماستر، فستنتقل رسوم التسجيل فيه من 243 يورو إلى 3770 يورو سنوياً. فيما سترتفع رسوم التسجيل في سلك الدكتوراه إلى 3770 يورو عوض 380 يورو المعمول بها حالياً. وتمثل هذه الرسوم حوالي ثلث التكلفة الفعلية لتدريب الطالب في فرنسا.