من المنتظر أن يطلق المغرب والبرتغال، خلال السنة المقبلة، طلبات عروض خاصة من أجل إحداث خط توصيل كهربائي تحت الماء يربط بين البلدين، بعد الانتهاء من الدراسات التقنية ودراسات الجدوى في الأشهر الأولى من السنة المقبلة. وكان البَلدان قد اتفقا سنة 2015 على خُطط ربط بطاقة ألف ميغاوات، ومن المرتقب أن يبدأ العمل بهذا المشروع المهم قبل سنة 2030، وتقدر تكلفته الإجمالية ب700 مليون يورو، وستشارك في تمويله صناديق أوروبية وأفريقية. جاء هذا الإعلان على هامش الدورة ال14 لمؤتمر الطاقة الذي نظم يوم الاثنين بالصخيرات وحضره مسؤولون حكوميون مغاربة وإسبان، على رأسهم عزيز رباح، وزير الطاقة والمعادن، وجواو جالامبا، كاتب الدولة البرتغالي للطاقة. وسيكون هذا الربط الكهربائي المرتقب هو الثاني للمغرب بأوروبا؛ إذ تتوفر المملكة على ربط نحو إسبانيا بكابل كهربائي طاقته 700 ميغاوات منذ سنة 1997. وبحسب تصريحات أدلى به المسؤول البرتغالي، فإن هذا الربط سيفيد البلدين معاً، مشيرا إلى أن البرتغال ستصدر في البداية أكثر من المغرب، لكن بعد سنوات سيحصل العكس. وسيبلغ طول هذا المد الكهربائي الجديد حوالي 250 كيلومتراً، ويضع هذا المشروع الضخم ضمن أهدافه تشجيع تطوير الطاقة المتجددة في البلدين، وهو القطاع الذي أصبح المغرب يحقق فيه تقدماً ملحوظاً باستثماراته المتنوعة في الطاقة الشمسية والريحية في مختلف المدن. ويسعى المغرب من خلال هذه المشروع مع البرتغال إلى تعزيز الشراكة الطاقية الإقليمية لتأمين سوقه الوطني، لا سيما في سياق عالمي متقلب. وهذا الأمر سيعزز قدرة البلاد على التفاوض من أجل التزود من الأسواق على نحو أمثل. وبالإضافة إلى تأمين احتياجاتها، تراهن المملكة على خفض تكلفة الطاقة التي تثقل كاهل ميزانية الدولة بالاعتماد أكثر على الطاقة النظيفة، وتشجيع القطاع الخاص على الانتقال الطاقي والتحول تدريجياً نحو استعمال الطاقات المتجددة. وتبلغ حصة الطاقة المتجددة حوالي 35 في المائة من باقة الكهرباء الإجمالية في المغرب، التي تبلغ طاقتها الاستيعابية حوالي 2970 ميغاوات. ويضع المغرب ضمن أهدافه في هذا المجال تقوية الربط أيضاً مع بلدان جنوب الصحراء، مروراً بموريتانيا. كما يعمل المغرب على تطوير صناعة محلية في مختلف مراحل سلسلة القيمة للطاقة المتجددة وتكوين الكفاءات من أجل استهداف الأسواق الوطنية والإقليمية؛ وذلك بإحداثه لمعاهد التكوين في مهن الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية في كل من وجدة وطنجة وورززات.