لم تعد العملية التعليمية التعلمية تقتصر على تلقين المعارف والمعلومات، بل انتقلت منذ ظهور المدرسة الحديثة إلى إكساب كفايات للمتعلمين، تؤهلهم لحل المشاكل التي قد تواجههم في حياتهم الدراسية أو الحياة اليومية. وللخروج من نمطية الدروس التقليدية وتجنيب الملل للمتعلمين لجأت المنظومات التربوية إلى اعتماد الوسائل التعليمية بغية جعل الدرس أكثر حيوية بأقل جهد وأنفع فائدة، وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن ماهية الوسائل التعليمية وأهميتها، ثم ما هي المعايير التي تتخذ لانتقاء الوسائل الفعالة؟ تعريف الوسائل التعليمية يعرف محمد محمود الحيلة الوسائل التعليمية بأنها "أجهزة وأدوات ومواد يستخدمها المعلم لتحسين عملية التعليم والتعلم، وتقصير مدتها، وتوضيح المعاني، وشرح الأفكار، وتدريب التلاميذ على المهارات، وغرس العادات الحسنة في نفوسهم، وتنمية الاتجاهات وعرض القيم دون أن يعتمد الأستاذ على الألفاظ والأرقام وذلك للوصول بتلاميذه إلى الحقائق العلمية والتربوية بسرعة وقوة وبتكلفة أقل". الوسائل التعليمية أو المعينات التعليمية "هي كل ما يستخدم في العملية التعليمية التعلمية بهدف مساعدة المتعلم على بلوغ الأهداف بدرجة عالية من الإتقان" وهي جميع المواد والمعدات والأدوات التي يستخدمها المعلم لنقل محتوى الدرس إلى مجموعة من المتعلمين داخل غرفة الصف أو خارجها بهدف تحسين العملية التعليمية وزيادة فاعليتها دون الاستناد إلى الألفاظ وحدها " رمضان بوخرص . ما يلاحظ على التعريفات السابقة أنها تخلط بين الوسائل والمعينات التعليمة وبالتالي وجب التمييز بينهما فنقول إن: الوسيلة هي كل ما يقدم معلومة للمتعلم، أما المعينات فهي كل ما لا يتضمن معلومات إلا أنه يساعد في نقلها للمتعلم. أهميتها تكتسي الوسائل التعليمية أهمية كبرى في عملية التعليم والتعلم، وقد نبه القدماء والمحدثون إلى هذه الأهمية فنجد ابن خلدون يؤكد على ضرورة اعتماد الأمثلة الحية في عملية التعليم لتسهيل الإدراك ذلك أن" المتعلم حسب قوله يكون أول الأمر عاجزا عن الفهم بالجملة إلا في الأقل". ونجد أيضا العالم السويسري" باستالوزي" فتح مجال التعلم لعملية اكتساب المهارات بالاعتماد على الخبرات الشخصية والتجارب العلمية، كاستخدام الحجارة والخرز والبندق لتعليم الحساب، أما بالنسبة للجغرافيا فكان يصطحب المتعلمين في رحلات مدرسية لدراسة الطبيعة ومظاهرها ومنتجاتها، وكان يكلفهم برسم صور للأماكن التي زاروها أو تشكيل نماذج من الطين تاركا لهم حرية التعبير واكتشاف العلاقات بين الأشياء" إيناس خليفة عبد الرزاق. معايير انتقاء الوسائل التعليمية عند إعداد الوسائل التعليمية، لابد أن يراعي المدرس الوسائل التي تلائم الأهداف المحددة، ولا يتأتى ذلك إلا باعتماد المعايير التالية حسب بوزيدي محمد: 1 الملامة: هل الوسائل المنتقاة تلائم المهام المراد إنجازها؟ أي يجب أن تكون الدقة في اختيار الوسيلة التعليمة الملائمة. 2 درجة الصعوبة: هل يمكن للتلاميذ استعمال هده الوسيلة بسهولة؟ هل هي صعبة أم سهلة. 3 التكلفة: هل تمن الوسائل والأدوات تعادل النتائج المحصل عليها، هل ستعطي نتائج تعادل أو تساوي ثمنها؟ 4 الوفرة: هل هي متوفرة وموجودة إذا احتجنا إليها؟ 5 القيمة التقنية: هل الوسائل صالحة تقنيا لتوضيح الرؤية والسماع أم أنها مشوشة؟ 6 الإثارة: هل هي قادرة على خلق نوع من الإثارة توجه ذهن المتعلم نحو التعلم؟ وارتباطا بما سبق، فإن الوسائل التعليمة حاجة ماسة وضرورية لإنجاح العملية التعليمية التعلمية، إذا أحسن استخدامها على الوجه المطلوب. *طالب باحث