طالب عدد من مرضى القصور الكلوي القاطنين بمدينة قلعة مكونة، التابعة للنفوذ الترابي لإقليم تنغير، السلطات الإقليمية بالتدخل من أجل فتح مركز تصفية الدم الذي تم بنائه بالمدينة، بغية تخفيف معاناتهم مع التنقل مرتين في الأسبوع من قلعة مكونة إلى ورزازات أو تنغير. وعبر هؤلاء المرضى، في تصريحات متطابقة لهسبريس، عن رفضهم إبقاء بناية مركز تصفية الدم بقلعة مكونة مغلقة في الوقت الذي يضطرون فيه إلى قطع مئات الكيلومترات يومين في الأسبوع نحو ورزازات وتنغير للاستفادة من حصص تصفية الدم، مشددين على ضرورة فتح المركز لهم وللمرضى القادمين من المناطق المجاورة لقلعة مكونة، خاصة الذين ما يزالون في لائحة الانتظار ويعيشون وضعية اجتماعية هشة. "ح. ن" أحد هؤلاء المرضى قال، في تصريح لهسبريس، إن "المرض جد مكلف، خصوصا أنني أتنقل يومين في الأسبوع إلى ورزازات"، مضيفا أن "مركز تصفية الدم بقلعة مكونة جاهز، وقد صرفت عليه ميزانية كبيرة، سواء في البناء أو في التجهيزات، لكنه مغلق في وجه المرضى". واعتبر المتحدث أن مركز قلعة مكونة "سيخفف من معاناة المرضى مع التنقل، خصوصا الذين يحتاجون إلى مواكبة يومية، إضافة إلى الحالات الحرجة التي تتطلب التنقل إلى ورزازات أو تنغير أو الرشيدية"، موضحا أن "المسافة التي يقطعها هؤلاء المرضى لإجراء حصص تصفية الدم تزيد من معاناتهم النفسية والاجتماعية والمادية"، وفق تعبيره. في المقابل، أكدت نعيمة، قاطنة بجماعة ترابية ضواحي قلعة مكونة، أنها تتكبد معاناة التنقل إلى تنغير حيث تقوم بإجراء حصص لتصفية الدم، مشيرة إلى أن عدم فتح مركز قلعة مكونة "يعتبر من الأسباب التي تعمق معاناتنا وآلامنا؛ لذا نطالب العامل الجديد على إقليم تنغير بالتدخل لفتح المركز ووضع نهاية لمعاناتنا مع التنقل". من جهته، قال عبد الله التوراوي، رئيس جمعية الشفاء لمرضى القصور الكلوي، إن "تأخر الشركات المكلفة بتجهيز المركز تسبب في تعثر انطلاق خدماته للمرضى"، معبرا عن تخوفه من أن يكون مصير البناية كمصير باقي المؤسسات الصحية بالإقليم التي صرفت عليها ميزانيات كبيرة دون أن تقدم أي إضافة نوعية للساكنة المحلية. ولفت المتحدث إلى أن جمعيته كانت تنتظر أن يتم تجهيز المركز باثني عشر آلة لتصفية الدم قصد تقديم خدمة التصفية لحوالي 70 مريضا في الأسبوع، إلا أن الوزارة قررت تجهيزه بتسع آلات فقط، مؤكدا: "سيكون هناك خصاص في المستقبل لكون حالات الإصابة في ارتفاع مستمر"، وفق تعبيره. وأشار رئيس جمعية الشفاء لمرضى القصور الكلوي بقلعة مكونة إلى أنه منذ ثلاثة أشهر وهو يحاول التواصل مع وزارة الصحة من أجل التوقيع على اتفاقية شراكة تحدد مجال تدخل كل منها، الوزارة والجمعية، وطريقة تدبير الموارد البشرية والمالية، غير أن ذلك لم يتم إلى حد الآن، لافتا إلى أنه قد تم تعيين طبيبة اختصاصية. ومن أجل نيل تعليق المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بتنغير، حاولت هسبريس الاتصال به أكثر من مرة، غير أن هاتفه ظل يرن دون مجيب.