نظم عدد من طلبة وطالبات الكلية متعددة التخصصات بخريبكة، مسيرة احتجاجية داخل مرافق المؤسسة الجامعية، ووقفة احتجاجية بالشارع العام المحاذي للباب الرئيسي للكلية، على مرأى ومسمع من عدد من العناصر الأمنية وممثلي السلطة المحلية الذين تابعوا الأوضاع عن بعد. وعن أسباب الاحتجاج، قال الطالب الجامعي نجيب أبو الربيعة إن "الكلية تعيش مجموعة من المشاكل، على رأسها عدم توفّر خمسة أساتذة بإحدى الشعب العلمية، وإشكاليات أخرى مرتبطة بالأعمال التطبيقية في شعبة الفيزياء، مع ضرب الإجازة المهنية عرض الحائط، في الوقت الذي يتساءل فيه الجميع عن ميزانية الكلية أمام عجز العمادة عن توفير أساتذة وحل مشاكل المؤسسة الجامعية". وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "العميد ونائبه والكاتب العام يتحملون مسؤولية ما تعرفه الكلية متعددة التخصصات من مشاكل"، مشيرا إلى أن "بعض الطلبة، خاصة المسجلين في السنة الأولى، يتلقون تهديدات من طرف نائب العميد بإحالتهم على الدورات الاستدراكية، في الوقت الذي تهرب فيه عميد الكلية من الحوار رغم أنه هو من دعا إليه". وشدّد أبو الربيعة على أن "الطلبة اختاروا التدرج في الاحتجاج، حيث نظموا اليوم مسيرة احتجاجية ومقاطعة جزئية للدراسة، وإن لم يسارع عميد الكلية ونائبه إلى حل المشاكل، فإن الطلبة سيصعّدون أشكالهم الاحتجاجية، وقد يخوضون مستقبلا إضرابا عن الطعام أو الاعتصام، أو الذهاب إلى رئاسة الجامعة، في أفق الدخول في مقاطعة شاملة للدراسة". في المقابل، قال محمد التقي، نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بخريبكة، إن "الكلية تعرف بالفعل خصاصا في الأساتذة الجامعيين ببعض المواد فقط، والإدارة حاولت وما تزال تبحث عن سبل تدارك الخصاص الحاصل"، مشيرا إلى أنه بادر شخصيا إلى التواصل مع المحتجين قبل يومين، ودعاهم إلى انتداب ممثل عن كل مسلك من أجل تدارس أسباب الاحتجاج وسبل حل المشاكل. وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، أن "خلافا نشب بين المحتجين، وبالتالي أخلفوا الموعد المحدد للقائهم، ورغم ذلك انتظرتهم ساعتين دون أن يلتحقوا بمكتبي، وفي اليوم الموالي طالبَتهم عمادة الكلية بإحضار ملفهم المطلبي، غير أن العميد تلقى دعوة لحضور لقاء بعمالة الإقليم، وبما أن الطلبة متشبثون بلقائه شخصيا، فقد تعذر إجراء اللقاء في الوقت المحدد، وتأجل إلى موعد لاحق". وأشار محمد التقي إلى أن "ثلاثة طلبة من متزعمي الاحتجاجات لم يجدوا أي حرج في رفع شعارات تتضمن سبا وشتما وقذفا في حقي شخصيا بالاسم والصفة"، مضيفا أن "المفروض في الطلبة الجامعيين أن يتقدموا إلى عمادة الكلية بمطالبهم كلما دعت الضرورة إلى ذلك، لا أن يسارعوا إلى الاحتجاج وإرباك السير العادي للدراسة، وتوظيف الكذب والسب والشتم في تحركاتهم". وقال نائب العميد: "أنا أستاذ جامعي مكلف بمسائل إدارية، والقانون يضمن لي الحق في القيام بالمهام البيداغوجية والبحث العلمي، وقد وجهت طلبتي إلى ضرورة استدراك الحصص التي عرفت غيابا واضحا في صفوف الطلبة، ولا يرتبط الأمر بتاتا بالدورة الاستدراكية الخاصة بالامتحانات"، مشيرا في هذا الصدد إلى أن "المحتجين يحاولون تغليط باقي الطلبة من أجل كسب تعاطفهم".