شهدت الكلية متعددة التخصصات بمدينة خريبكة، صباح اليوم، مقاطعة شاملة لامتحانات نهاية الموسم الجامعي الجاري. وعوض أن يلتحق الطلبة والطالبات بالقاعات والمدرجات المخصصة للامتحان، قرّروا تنظيم مسيرة احتجاجية من أجل المطالبة بتأجيل الاختبارات إلى موعد لاحق. وفي حلقيات احتجاجية بالقرب من إدارة الكلية، أوضح عدد ممن تعاقبوا على إلقاء كلمات بالمناسبة أن السبب الرئيسي الذي دفع الطلبة إلى مقاطعة الامتحانات من جهة، والمطالبة بتأجيلها إلى بداية شهر يوليوز المقبل من جهة ثانية، راجع بالأساس إلى ضيق الوقت المخصص لمراجعة الدروس والاستعداد للامتحانات. وأشار الغاضبون إلى أن مجموعة من الشُّعب لم تنه الدراسة إلا في الأيام القليلة الماضية، وبالتالي لم يجد الطلبة الوقت الكافي للمراجعة، فيما عزّز الطلبة شكلهم الاحتجاجي بترديد شعارات من قبيل "الطالب يريد تأجيل الامتحان"، و"جوج بحورا والفوسفاط .. والطالب تحت السباط"، و"يا للعار يا للعار .. الطالب في خطر"، و"صامدون صامدون .. في الساحة مناضلون"، و"هي كلمة واحدة .. هاد الإدارة فاسدة". وفي الوقت الذي شكّل فيه عدد من الطلبة لجانا للمرابطة بمختلف أبواب وممرات الكلية من أجل دعوة الملتحقين بالمؤسسة إلى مقاطعة الامتحان وشرح دواعي المطالبة بتأجيلها، خرج باقي الغاضبين في مسيرة احتجاجية جابت المحيط الخارجي للكلية، فيما اكتفت عناصر القوات العمومية بمتابعة الأوضاع عن بعد. وجاء الشكل الاحتجاجي استجابة لبلاغ صادر عن الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، عبر موقعه بخريبكة، أشار من خلاله إلى أن "الطلبة يرفضون تاريخ 20 يونيو لانطلاق الامتحانات نظرا للبداية لمتأخرة للدورة الربيعية، ومقاطعة الدراسة كشكل نضالي لمعركة الطرد التي دامت حوالي شهرين نتيجة تعنت الإدارة في الاستجابة للمطلب". وجاء ضمن أسباب رفض التاريخ المشار إليه، بحسب البلاغ الذي تتوفر عليه هسبريس، "عدم استيفاء ساعات الدروس والأعمال التطبيقية والتوجيهية لدى جل الشعب"، فيما أعلن "ا.و.ط.م" "الرفض التام للتاريخ المحدد من طرف مجلس الإدارة، مع اعتبار 2 يوليوز بمثابة تاريخ معقول لاجتياز الامتحانات". في المقابل، أوضح محمد التقي، نائب عميد الكلية متعددة التخصصات بخريبكة، أن "الدروس انتهت في الوقت المحدّد لها بالنسبة لجميع الشعب، وإدارة الكلية كانت قد حدّدت يوم 5 يونيو مُنطلقا للامتحانات، ونظرا لاحتجاجات شهدتها الكلية في وقت سابق، ارتأى مجلس الكلية تأجيل الامتحان بأسبوعين، على أن تبدأ امتحانات الدورة العادية يوم 20 يونيو". وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أنه "إذا كانت مقاطعة الامتحان مرتبطة فقط بالمطالبة بالتأجيل فإن ما سيترتب عن ذلك مستقبلا لن يكون في مصلحة الطلبة، لأن تأخر إجراء الامتحان سيتسبب في تأخر إعلان نتائج الدورة العادية، وإجراء الدورة الاستدراكية وإعلان نتائجها، وتسليم بيانات النقط والشواهد الجامعية". "أما إذا كانت مقاطعة الامتحانات بمثابة عصيان"، يضيف نائب عميد الكلية، "فالأمر في غاية الخطورة، والنتائج لن تكون في صالح الطلبة بأي حال من الأحوال، خاصة في ظل لجوء بعض المحتجين إلى سب وشتم واتهام عدد من موظفي الكلية لأسباب وخلفيات ودوافع مجهولة".