انهزم المنتخب الوطني المغربي أمام نظيره الكاميروني بالضربات الترجيحية 4-2 بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (1-1) ، في اللقاء الذي جمعهما مساء أمس الأحد ، برسم اليوم الثاني والأخير من المنافسات، التي احتضنها منافساتها ملعب مراكش الجديد من 11 إلى 13 نونبر الجاري. وتميز الشوط الأول من هذا اللقاء الذي تتبعه جمهور غفير جاء لمؤازرة أسود الاطلس، بمستوى تقني لابأس به وبإيقاع سريع خاصة من الجانب المغربي الذي بسط سيطرته على مجريات اللعب مستفيدا من تراجع لاعبي منتخب الكاميرون إلى الخلف في محاولة لتكسير الإيقاع السريع الذي بدأت به المباراة ، والقيام بمرتدات سريعة وخطيرة . وبادر المنتخب المغربي منذ الوهلة الأولى بهجوم سريع ومنسق في الدقيقة الأولى بواسطة أسامة السعيدي نجم هيرنفيين الذي تمكن من إختراق الدفاع الكاميروني ولكن الحارس كارلوس كاميني صدها في الوقت المناسب ليهدأ اللعب بعدها لمدة ربع ساعة كانت أغلب المحاولات تتكسر في وسط الميدان من الطرفين وبدون خطورة حقيقية على حارسي المرمى. وكانت أحسن فرصة للمغرب في الدقيقة 20 من رأسية المدافع عبد الفتاح بوخريص جانبت القائم الايسر للحارس الكاميروني، وبعدها بست دقائق يضيع مهدي كارسيلا نجم أنزي الروسي أهم فرصة في المباراة بعد تلقيه تمريرة ممتازة في مربع العمليات من أسامة السعيدي ليسددها كارسيلا بجوار القائم ويضيع فرصة تقدم مؤكدة على المنتخب المغربي. ولم يتأخر رد أسود الكاميرون، ففي الدقيقة 24 مرر جويل ماتيب كرة في عمق الدفاع المغربي ليخرج محمد أمسف حارس اوغسبورغ الألماني من مرماه ويلتقطها قبل أن تصل لإيطو وبعدها بخمس دقائق يسدد الكاميروني إنوه إيونغ نجم أجاكس الهولندي كرة حولها بإقتدار الحارس محمد أمسيف إلى زاوية لم تعط أكلها. وبعد ذلك نزل إيقاع المباراة إلى غاية نهاية الشوط بدون خطورة على الجانبين لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي بين الفريقين. في الشوط الثاني أقحم البلجيكي غيريتس عادل تاعرابت نجم كوينز بارك رينجرز والمرشح للكرة الذهبية مكان أسامة السعيدي، وامبارك بوصوفة بدلا من المهدي كارسيلا، في محاولة لضخ دماء جديدة في خط الهجوم المغربي ، وهو الشيئ الذي أعطى أكله حيث تحركت الآلة المغربية منذ الدقيقة 47 التي كاد فيها بوصوفة أن يفتتح حصة التسجيل لولا تدخل أونري بيديمو نجم دفاع منتخب الكاميروني. وبعد هذه المحاولة بدقيقتين تمكن عادل تاعرابت من إختراق الدفاع الكاميروني وسدد كرة عرضية لتمر من أمام بوصوفة وتصل ليوسف حجي الذي يسددها جانب الشباك في أخطر فرصة في اللقاء . وضد مجرى اللعب وعلى إثر هجوم مضاد وسريع من الجهة اليمنى ينجح المخضرم صامويل إيطو من إحراز هدف الكاميرون في الدقيقة 71 بعد تلقيه كرة عرضية من جاك زوا وهي الهجمة الوحيدة التي قام بها منتخب الكاميرون على مرمى أمسف في شوط المباراة الثاني. وبعد الهدف كثف المنتخب المغربي من هجامته وأبى تعرابت "نجم الشوط الثاني" إلا أن يشعل حماس المنتخب المغربي بكرة عرضية إرتقى لها بوصوفة ولكنه لم يستغلها بالشكل الجيد ليلتقطها كاميني بثبات. وقبل نهاية الوقت الاصلي بدقيقة وحيدة يضيع حجي أبرز فرصة في هذا الشوط ، ولكن هذه المحاولات لم تذهب سدى بل أثمرت عن هدف في الدقيقة 91 من هجوم سريع ، راوغ فيه بوصوفة المدافع الكاميروني أونري بيديمو ليمرر الكرة على طبق من ذهب لنور الدين امرابط الذي وضعها في الشباك معلنا عن هدف التعادل لينتهي اللقاء بعد هذه الفرصة بنتيجة التعادل 1-1 ويحتكم الطرفان المغربي والكاميروني للضربات الترجيحية التي إبتسم فيها الحظ للجانب الكاميروني الذي حصد بهذا الفوز لقب البطولة . وكانت هذه المباراة مناسبة سانحة لأخذ فكرة على المجموعة التي ستشارك في النهائيات المقبلة لكأس إفريقيا للأمم في كرة القدم والوقوف على ملكات ومؤهلات عدد من اللاعبين الجدد في ظل الأعطاب التي تعرضت لها بعض عناصر المنتخب الوطني، والعمل على خلق توازن داخل التشكيلة الوطنية. ويشكل هذا الدوري مناسبة لتقييم مستوى اللاعبين المغاربة تحضيرا للاستحقاقات المقبلة خاصة كأس إفريقيا للامم. تصريحات: -- إريك غيريتس (مدرب المنتخب الوطني) : "نتائج مباراتي هذا الدوري لم تكن مرضية، على الرغم من أن أداء اللاعبين في لقاء اليوم كان أفضل من مباراتنا الاولى ضد منتخب أوغاندا. أضعنا اليوم أيضا عدة فرصة سانحة للتسجيل، على الرغم من أن المنتخب الكاميروني يتوفر على لاعب من المستوى العالي (صامويل إيطو) الذي لا يحتاج إلا لمساحة ضيقة لكي يسجل هدفا حاسما لفريقه. بعد تلقينا الهدف تراجع أداء اللاعبين الذين كانوا غير منظمين داخل المستطيل الأخضر. وسنعمل على تداركه في المستقبل. على العموم كان آداؤنا جيدا لعبنا بطريقتين مختلفتين، ودخلنا الشوط الثاني بحس هجومي أكبر وبدأنا في المغامرة بالهجوم على مرمى الخصم. ويجب أن نشير أيضا إلى أنه منذ سنة لم نلعب أمام فريق أقوى منا". -- دونيس لافان (مدرب منتخب الكاميرون) : "كانت المباراة ذات مستوى عال وتميزت بالندية والقوة. عناصر المنتخب المغربي كانت دائما هي السباقة للهجوم في بداية شوطي المباراة، لكننا تمكنا من امتصاص هذا الأندفاع والحماس. لقد افتتحنا حصة التسجيل بفضل توفرنا على لاعب من طينة صامويل إيطو القادر على صنع الفارق في أي لحظة. ولكننا لم نتمكن من تسجيل هدف الإطمئنان حين أتيحت لنا الفرصة لتحقيق ذلك، كما أن تلقى مرماك لهدف في الأنفاس الأخيرة من المباراة (91) وبهذه الطريقة هو أمر غير مسموح به".