وجهت موريتانيا صفعة قوية إلى جبهة البوليساريو الانفصالية بترحيبها رسمياً بدعوة الملك محمد السادس إلى فتح حوار مع الجزائر من أجل حل المشاكل العالقة بين البلدين منذ عقود. وفي وقت كانت تعول قيادة الجبهة على تجاهل مقترح ملك المغرب، تتوالى ردود الفعل الدولية والأممية المرحبة بالمقترح المغربي؛ إذ رحبت موريتانيا على لسان وزير الثقافة الناطق الرسمي باسم الحكومة، سيدي محمد ولد محم، بدعوة العاهل المغربي إلى فتح حوار جاد وصريح مع الجزائر. وقال المسؤول الموريتاني، في تصريح رسمي: "نواكشوط ترحب بأي دعوة في هذا الصدد، وتتمنى أن تنال حظها"، وأضاف أن "موريتانيا تشجع وتتمنى التوفيق لأي مبادرة من شأنها أن تضمن استقرار المنطقة وأمنها وحسن الجوار". ترحيب موريتانيا، التي تعتبر أحد أطراف نزاع الصحراء المغربية، أثار غضب البوليساريو، إذ عبرت وسائل إعلام تابعة لقيادة الجبهة عن امتعاضها من الموقف الموريتاني. واعتبرت مصادر إعلامية انفصالية أن "موقف نواكشوط جاء متناقضا مع السياسة الموريتانية في قضية الصحراء، وهي سياسة كانت مبنية دائما على مبدأ الحياد الإيجابي"، مشيرة إلى أن "الموقف الموريتاني يبدو سابقا لأوانه، خصوصا أن الجزائر، وهي البلد المعني بخطاب ملك المغرب، لم تصدر أي موقف رسمي بعدُ". على المستوى الجزائري، لم يصدر إلى حد اليوم أي موقف رسمي من قبل الحكومة الجزائرية أو الرئيس عبد العزيز بوتفليقة تفاعلا مع الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس؛ لكن في مقابل ذلك أعلنت شخصيات سياسية مواقف متباينة من المقترح المغربي. في الصدد ذاته قال القيادي في حركة مجتمع السلم نصر الدين حمدادوش إن خطاب الملك المغربي يمثل "توجهاً إيجابياً وشجاعة سياسية في تبني لغة الحوار الثنائي، وفي جميع الملفات العالقة"، موردا: "نثمن هذا التوجه الرسمي ومن أعلى المستوى في التمثيل الدبلوماسي، إذ لا يُعقل الاستمرار في الصبغة العدائية، وتضييع الفرص كشركاء، وتجاوز علاقات حسن الجوار، التي تصب في صالح الطرفين، بل وفي صالح جميع أركان المغرب العربي، لأنه قدر تاريخي لا مفر منه بيننا. نعم للطموح والوضوح في العلاقة بين البلدين". من جهته، قال سفير الجزائر السابق في مدريد ووزير الاتصال السابق عبد العزيز رحابي، في تصريحات صحافية، إن "خطاب العاهل المغربي جاء كخطوة تستهدف تحييد الجزائر عن مفاوضات دجنبر المقبلة حول نزاع الصحراء". وكانت الأممالمتحدة رحبت بدعوة الملك محمد السادس، بالإضافة إلى عدد من الدول العربية والأوروبية، منها الإمارات العربية المتحدة، واليمن، وإسبانيا، وسلطنة عمان، وقطر، والأردن ودول أخرى.