الصورة: طاحون وسط محتجين (أرشيف) بدا عبد الكبير طاحون عامل إقليم طاطا مرتبكا ومُحرجا في اجتماع عُقد بمقر العمالة مساء يوم الجمعة 11 نونبر الجاري، وهو يستمع لتدخلات ممثلي الأحزاب السياسية ووكلاء اللوائح الانتخابية المتنافسة على المقعدين المخصصين لإقليم طاطا برسم انتخابات 25 نونبر، بعد اضطراره للعودة إلى مقعده تحت ضغط وحصار الحاضرين عندما همّ بمغادرة القاعة. ولم يستطع طاحون إقناع المتدخلين الذين احتجوا على دعم السلطة "الواضح" لمرشح التجمع الوطني للأحرار الذي يشغل منصب رئيس المجلس الإقليمي لطاطا. وقال وكيلا لائحتي "الوردة" والمصباح" بالإضافة إلى المنسق الإقليمي للحزب العمالي إن السلطة سكتت على ما وصفوه بالجريمة الانتخابية التي وقعت في الأيام الماضية والتي استُغل فيها الإنعاش الوطني للدعاية لمرشح "الحمامة" مصطفى تاضومانت. كما احتج الحاضرون في الاجتماع المذكور على طاحون متهمين إياه بغض الطرف عن تحركات من وُصفوا بمفسدي الانتخابات ومباشرتهم حملات انتخابية قبل الأوان، ودعمه شخصيا لرئيس المجلس الإقليمي الذي أعلن حسب المتدخلين نيته الترشح للانتخابات التشريعية منذ عدة أشهر لكن السلطات الإقليمية والمحلية ظلت ترافقه في كل اجتماعات و"تبارك" كل خطواته. وصيف إحدى اللوائح الانتخابية احتج على ما أسماه بالحياد السلبي للسلطة اتجاه استعمال المال الحرام في استمالة أصوات الناخبين، منتقدا صمتها على من أسماهم بسماسرة الانتخابات ومنهم أعوان سلطة المنتشرين بكافة أرجاء الإقليم، ومطالبا باستدعائهم وتنبيههم إلى خطورة اللحظة السياسية التي يعيشها المغرب. وأجمع المتدخلون في الاجتماع المشار إليه والذي حضرته السلطة القضائية بطاطا، على أن هناك مرشحين جابوا أطراف طاطا واعدين بتوزيع المال على الناخبين من أجل التصويت لفائدتهم، ومنهم من "أغدق" على جمعيات محلية أموالا طائلة للتمكن من ضمان أصوات منخرطيها، وأكد المتدخلون المذكورون أن السلطة على علم بكل تفاصيل ما أشاروا إليه لكنها ظلت "تتفرج" دون أن تحرك ساكنا. وعرف اجتماع عامل طاطا مع وكلاء اللوائح الانتخابية التي وصلت 15 لائحة وممثلي الأحزاب التي ينتمون لها انسحاب وكيل لائحة "الحمامة" مصطفى تاضومانت ووكيل لائحة "السنبلة" الحسين بوزوحاي، رغم أن جل الاتهامات كانت موجهة لهما دون أن ينفيا أي منها. وكان عامل طاطا قد افتتح الاجتماع المشار إليه بالتذكير بضرورة العمل على توسيع دائرة المشاركة في انتخابات 25 نونبر، حاثا المرشحين على العمل وفق القانون وعدم تجاوزه، ووعد بالعمل على إجراء انتخابات نزيهة وشفافة بالإقليم.