تجاهل وزير النقل والتجهيز واللوجستيك، عبد القادر اعمارة، باعتباره المسؤول الأول عن الطرق بالمغرب، حادثة وفاة راع بعد أسبوع من فقدانه، قبل أن يعثر على جثته وسط الثلوج بجبل بويبلان بإقليم تازة. وأجمعت فرق من الأغلبية والمعارضة على ضرورة تحمل الحكومة لمسؤوليتها في إنقاذ أرواح المغاربة، وطالبت بتدخل الحكومة، خصوصا في المناطق الجبلية التي تعاني في فصل الشتاء بسبب الثلوج. وفي هذا الصدد، نبه فريق الأصالة والمعاصرة إلى كون العديد من الجماعات في الجبال تعيش حصارا بسبب الثلوج، وخصوصا منطقة جبال بويبلان الواقعة في هوامش أربعة أقاليم التي شهدت وفاة راع للغنم بعد محاصرته بالثلوج. وفي الوقت الذي طالب فيه الفريق المعارض بطريق وطنية لفك العزلة عن هذه المنطقة التي تضم أربعة أقاليم، تساءل فريق الاتحاد الاشتراكي المنتمي للأغلبية عن أسباب عدم تفعيل الاعتمادات المالية للفيضانات والكوارث الطبيعية لانقاذ حياة المغاربة، وهو الأمر الذي أدى إلى وفاة الراعي في جبال بويبلان. من جهته، وجوابا على أسئلة النواب وتعقيباتهم، سجل الوزير اعمارة أن طرح موضوع محاصرة الثلوج للعالم القروي كل سنة ليس معناه أن الدولة ليست لديها استراتيجية، وخاطب البرلمانيين بالقول: "النواب نسوا أن هناك برنامجا وطنيا من 50 مليار درهم موجه للعالم القروي". وأضاف اعمارة في هذا الصدد أن شق الطرق يتضمن 36 مليار درهم، منها 26 مليارا موجهة للعالم القروي، مبرزا أن الحماية من الفيضانات انطلقت منذ 2003، وقال: "اللبيب بالإشارة يفهم، لأن هذا البرنامج يقدم العديد من الحلول للإشكاليات التي يعرفها العالم القروي"، على حد تعبيره. وتعاني دواوير تابعة لجماعة بويبلان، ضمن النفوذ الترابي لإقليم تازة، من "عزلة وتهميش كبيرين"، حسب الجمعيات الحقوقية المشتغلة هناك، في حين عرفت المنطقة هذه السنة تساقطات ثلجية مبكرة وكثيفة. ووفق معطيات الأرصاد الجوية، فإن الحرارة العليا في هذه الجبال، المحسوبة على سلسلة جبال الأطلس المتوسط، تصل إلى 6 درجات مئوية تحت الصفر في الليل، وما بين درجة واحدة وخمس درجات خلال ساعات النهار.