في ظل تساقط الثلوج بنسبة كبيرة في عدد من القرى الجبلية في المغرب، تعالت أصوات الاستغاثة من معظم المناطق تطالب بتدخل أكبر للسلطات من أجل فك العزلة على السكان وتوفير المواد الغذائية الضرورية لهم. وسجلت تساقطات ثلجية كثيفة في الأيام الماضية على علو 1200 متر فوق سطح البحر، فيما بلغت درجة الحرارة حدودا دنيا، وما جعل الوضع صعباً أكثر هو تساقط الثلوج مصحوبة برياح قوية أدت في أكثر من منطقة إلى اقتلاع مجموعة من الأشجار. ويتفاقم الوضع أكثر، بحسب إفادات لسكان من منطقة بويبلان الواقعة بإقليمتازة، مع تساقط الثلوج في فترة مبكرة من السنة بهذه المنطقة التي لا تعرف عادةً تساقطات ثلجية كثيفة إلا في نهاية شهر نونبر وبداية دجنبر. وتناقل عدد من أبناء منطقة إقليمتازة على موقع "فيسبوك"، منذ ليلة الأربعاء، خبر فقدان رجل كان يرعى الغنم بمرتفعات جبال بويبلان بدوار تانشرارامت بعدما حاصرته الثلوج منذ السبت الماضي، وقد قاد عدد من شباب المنطقة عمليات للبحث لم تسفر عن نتيجة في ظل ظروف المناخية الصعبة والتساقطات الثلجية المفاجئة والقياسية. هذا المعطى أكده عبد الرحمن ألقوح، رئيس جماعة بويبلان، الواقعة في الأطلس المتوسط بإقليمتازة، الذي قال إن فريقاً من الوقاية المدنية وصل إلى المنطقة لمباشرة عملية البحث عن المفقود، إلى حد الساعة، بنواحي دوار تانشرارمت. وأضاف ألقوح، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الثلوج لم تكن كثيفة في منطقة بويبلان بشكل كبير، لكنها كانت مبكرة ومفاجئة، وأكد أن الآليات تشتغل على فتح مختلف الطرق والمسالك. وبسبب التساقط المبكر للثلوج في المنطقة، أفاد رئيس جماعة بويبلان بأن السلطات الإقليمية بمدينة تازة عقدت لقاءً برئاسة عامل الإقليم جرى على إثره اتخاذ قرار التعجيل بتنظيم قافلة كانت مبرمجة نهاية الشهر الجاري، حيث سيتم تنظيمها غداً الجمعة وستعرف توزيع الأدوية على أساس أن يتم توفير الأغطية والمواد الغذائية الضرورية في الأيام القليلة المقبلة. وأصدر الائتلاف المدني من أجل الجبل، الذي يضم جمعيات تنشط في المناطق الجبلية، بياناً طالب فيه بوفاء الحكومة بالتزاماتها تجاه ساكني هذه المناطق وضمان حقها في الاستفادة من ثرواتها من خلال اعتماد سياسات عمومية تضمن تنمية عاجلة ومنصفة للجبل. كما دعا الائتلاف، في بيان مجلسه الوطني المنعقد مؤخرا بمدينة فاس، إلى "اتخاذ التدابير الاستباقية الضرورية لمواجهة الظروف المناخية المقبلة حتى لا تتكرر مآسي ساكنة الجبل مثل باقي السنوات الماضية". وأورد الائتلاف المدني أن ثلث سكان المغرب يعيشون في مناطق جبلية، موزعين خصوصاً على جبال الأطلس المتوسط والكبير، مشيرا إلى أن هذه الفئة لا تستفيد من سياسات عمومية مناسبة ما عدا برامج ظرفية متفرقة تفتقر إلى الالتقائية.