كشفت بيانات رسمية للمندوبية السامية للتخطيط أن الاقتصاد الوطني بالمغرب أحدث 122 ألف منصب شغل ما بين شتنبر من السنة الماضية وشتنبر المنصرم، وكانت النسبة الكبيرة منها في الوسط الحضري بما يقارب 118 ألف منصب؛ أما في الوسط القروي فأحدث فقط 4000 منصب. وجاءت هذه المعطيات الحديثة في مذكرة نشرتها المندوبية حول وضعية سوق الشغل خلال الفصل الثالث من سنة 2018، وأفادت بأن قطاع الخدمات يأتي على رأس القطاعات التي عرفت إحداثاً للمناصب، بما يقارب 98 ألف منصب، يليه قطاع الصناعة التقليدية ب19 ألف منصب، وقطاع الفلاحة والغابة والصيد ب9000 منصب. أما قطاع البناء والأشغال العمومية فاكتفى ب4000 منصب. ورصدت المندوبية بلوغ عدد العاطلين في المغرب مليونا و172 ألف شخص، ما يمثل انخفاضاً بلغ 64 ألفا على المستوى الوطني، إذ انتقل معدل البطالة من 10.6 في المائة إلى 10 في المائة على المستوى الوطني، ومن 14.9 في المائة إلى 14.3 في المائة بالوسط الحضري. ورغم الانخفاض فإن هذا المعدل لازال مرتفعاً نسبياً في صفوف الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة بنسبة 27.5 في المائة. وفي صفوف النساء تبلغ البطالة 13.8 في المائة، وتصل لدى حاملي الشهادات نسبة 17.1 في المائة. وضعية العاطلين عن العمل لازالت سيئة، فإحصائيات المندوبية تشير إلى أن ما يقارب ستة عاطلين من بين كل عشرة، بنسبة 57 في المائة، لم يسبق لهم أن اشتعلوا. كما أن ثلثي العاطلين، 67.7 في المائة، تعادل أو تفوق مدة بطالتهم السنة، وأكثر بقليل من ربع العاطلين، 26.8 في المائة، هم في وضعية بطالة نتيجة الطرد أو توقف نشاط المؤسسة المشغلة. أما المغاربة النشيطون المشتغلون في حالة شغل ناقص، ويعني العمل الذي لا يتماشى مع المؤهلات والتكوين، وبالتالي يتلقون أجراً غير كاف، فقد بلغ عددهم مليونا و22 ألف شخص، مسجلاً تراجعاً طفيفاً. وهذا العمل تعتبره المندوبية السامية للتخطيط مظهراً من مظاهر البطالة. وتفيد المعطيات التي كشفتها المندوبية بأن أغلبية النشيطين المشتغلين في حالة شغل ناقص بنسبة 88 في المائة هم ذكور، و52.7 في المائة منهم قرويون، ويمثل من ضمنهم الشباب الذين لا يتجاوز سنهم الثلاثين نسبة 37 في المائة، و45.6 في المائة منهم يتوفرون على شهادة. ويتمركز 71.5 في المائة من العاطلين بخمس جهات من المملكة. وتأتي جهة الدارالبيضاء-سطات في المقدمة ب24.4 في المائة، متبوعة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة بنسبة 16.1، وجهة فاس-مكناس ب 10.2 في المائة، وجهة مراكش-أسفي ب 9.2 في المائة، والجهة الشرقية ب11.6 في المائة. في المقابل، سجلت أعلى مستويات البطالة في جهات الصحراء، على رأسها جهة العيون الساقية الحمراء بنسبة 19.4 في المائة، تليها جهة كلميم-واد نون بنسبة 17.3 في المائة، ثم الجهة الشرقية في المرتبة الثالثة بنفس النسبة، ثم جهة الداخلة واد الذهب بنسبة 13.1 في المائة.