في حدث استثنائي هو الأول من نوعه في الأقاليم الجنوبية، انطلقت اليوم السبت بمدينة العيون، كبرى حواضر الصحراء، فعاليات منتدى الأعمال الفرنسي المغربي في دورته الثالثة، بمشاركة عدد من الفاعلين الاقتصاديين المغاربة والفرنسيين الذين حطوا الرحال في عاصمة الصّحراء للاطلاع عن قرب على إمكانيات الاستثمار التي تزخر بها جهة العيون الساقية الحمراء. وترأس أشغال "منتدى المغرب فرنسا للأعمال"، الذي يحظى برعاية الملك محمد السادس، سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس جهة العيون-الساقية الحمراء، ورقية الدرهم كاتبة الدولة لدى وزير الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي المكلفة بالتجارة الخارجية، ورئيس غرفة الصناعة والتجارة الفرنسية بالمغرب، فيليب ادرن كليين، وعدد من رجال الأعمال الذين يمثلون النسيج الاقتصادي الفرنسي والمغربي. ويَهدف المنتدى الذي يعقد دورته الثالثة بالعيون، بعد دورتين ناجحتين في كل من باريس والدار البيضاء، إلى التعريف بجهة العيون الساقية الحمراء وتعزيز تموقعها بالنسبة إلى الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين، وإبراز إمكاناتها كقطب محوري في القارة الإفريقية، وتشجيع التقارب الاقتصادي مع فرنسا التي تتموقع كمنصة أوروبية. رئيس جهة العيون الساقية الحمراء، سيدي حمدي ولد الرشيد، قال في كلمة افتتاحية له أمام المشاركين إن "مدينة العيون ما فتئت ترسخ مكانتها كقطب صاعد في مجال الأعمال والاستثمار؛ وذلك تماشيا مع رؤية الملك محمد السادس الذي يحرص على أن تكون هذه الربوع من المملكة حلقة وصل بين المغرب وعمقه الإفريقي، وجسرا للتفاعل الإيجابي مع محيطه الإقليمي، وملتقى لتدعيم الشراكات شمال جنوب". وأضاف المسؤول الجهوي أن "المنتدى يشكل فرصة حقيقية للفاعلين الاقتصاديين للاطلاع عن قرب على إمكانيات الاستثمار والشراكة بالجهة في ظل التفعيل والتنزيل المتواصل لمشاريع عقد برنامج التنمية الجديد للأقاليم الجنوبية، لا سيما بعد إنجاز العديد من البنيات التحتية بمعايير دولية تشكل أرضية لانبثاق دينامية تنموية حقيقية"، مردفا: "سيساهم أيضا في تحسين جاذبية تراب الجهة وتقوية تنافسيته، وفتح آفاق جديدة أمام المستثمرين بالجهة وربطهم بالسوق الوطنية والدولية، ومواكبة الجهود الكبرى التي تبذلها الدولة". وبعدما توقف عند حرص مجلس الجهة، منذ بداية الفترة الانتدابية الحالية، على تعزيز التواصل والعمل المشترك لتطوير اقتصاد الجهة، وجعلها ضمن اهتمامات الفاعلين الاقتصاديين الفرنسيين والمغاربة، أورد المسؤول ذاته أن الجهة كانت سباقة إلى عقد اتفاقية شراكة مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية، وتقدم بالشكر إلى رئيس فرع الغرفة بالمغرب على تفاعله الإيجابي وإقدامه على فتح مقر للغرفة في العيون؛ ما ساهم في فتح قنوات مباشرة للتواصل والتعاون المستمر بين رجال الأعمال والفاعلين المؤسساتيين. واعتبر ولد الرشيد أن "الشراكة مع الغرفة الفرنسية تتماشى مع أهداف العلاقة الاستراتيجية التي تربط المغرب بفرنسا، المبنية على روابط إنسانية وتاريخية متجذرة بحكم المصالح المشتركة التي تربط البلدين". المسؤول الأول في جهة العيون الساقية الحمراء زاد قائلا إن "اتفاقية المنطقة الصناعية بالمرسى تدخل في إطار عقد برنامج التنمية المندمجة الموقع أمام الملك محمد السادس خلال زيارته إلى مدينة العيون، وتهم محور التجارة الخارجية المتعلق بدعم التصدير"، مستدركا بالقول: "لكننا حرصنا في اجتماعات لجنة القيادة على إعادة النظر في هذا الموضوع لكي يتمحور حول إحداث وتسيير منطقة صناعية على مساحة 40 هكتارا ومنطقة لوجستيكية على مساحة35 هكتارا بمدينة المرسى". وأورد المتحدث أن "المشروع النوعي والطموح سيسهم في دعم الحركية التجارية مع السوق الفرنسية والأسواق العالمية، ويعزز من مقومات التصنيع والتصدير بالجهة، وخاصة بالنسبة للمنتوجات البحرية والفوسفاطية"، مبرزا أن "مشروع المنطقة الصناعية ستكون له انعكاسات جد مهمة على مستوى خلق فرص الشغل لشباب المنطقة، والحد من آفة البطالة بالجهة". وأشاد المسؤول الجهوي بمشروع ميثاق تفعيل اختصاصات الجهات والانخراط التدريجي في تنزيلها وفق خصوصيات كل جهة والإمكانيات المالية والبشرية، مشيرا إلى "الدينامية الملكية على مستوى الحكامة، وخاصة ما يتعلق بإصلاح المراكز الجهوية للاستثمار على مستوى الجهة". من جانبه، قال رئيس غرفة الصناعة والتجارة الفرنسية بالمغرب، فيليب ادرن كليين، إن "اختيار منطقة العيون الساقية الحمراء تم بفضل مؤهلاتها المتعددة، كاحتوائها على مرفق كبير لتعبئة الأراضي المخصصة للاستثمار، وإمكانات قوية للتكامل الإقليمي وفرض ضرائب بناء على إعفاء ضمني، بالإضافة إلى عشرات المشاريع المتعلقة بالتدريب والبحث التي تهدف إلى تحسين إمكانية توظيف السكان المحليين". وأضاف المسؤول الفرنسي في كلمة له أن "الشراكة بين فرنسا والمغرب في مستوياتها الطلائعية، ونطمح إلى جعل السوق المغربية أكثر جاذبية للاستثمار، خاصة في مجال الفلاحة والصيد والنقل واللوجستيك"، مبرزا أن "الاستقرار الذي تنعم به جعل عددا من المشاريع التنموية تجد طريقها إلى عاصمة الأقاليم الجنوبية". وسيسلط هذا المنتدى، الذي يعد الأول من نوعه، بحسب المنظمين، "الأضواء على العديد من القطاعات، مثل الفلاحة والصيد والصناعات الغذائية والبيئة والماء والطاقات المتجددة والسياحة والمعادن والبناء والتكوين وترحيل الخدمات والنقل واللوجستيك". كما يتوقع أن يشكّل برنامج المنتدى فرصة لجهة العيون الساقية الحمراء لعرض مخطط التنمية الجهوية، وسيتميز هذا الحدث على وجه الخصوص بغنى وتنوع برنامجه؛ إذ سيتضمن ندوات موضوعاتية وموائد مستديرة وورشات عمل بين الفاعلين الاقتصاديين وزيارات ميدانية، بالإضافة إلى اجتماعات لتعزيز التشبيك. جدير بالذكر أن المنتدى يعقد بشراكة مع العديد من الفاعلين والمتدخلين الاقتصاديين المحليين والدوليين، في مقدمتهم وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، وغرفة التجارة والصناعة الفرنسية، بالإضافة إلى كل من الجمعية المغربية للمصدرين، وصندوق الإيداع والتدبير، والبنك المغربي للتجارة الخارجية إفريقيا، والبنك الشعبي، والبنك المغربي للتجارة والصناعة، والشركة العامة، وشركة فوسبوكراع، والمديرية العامة للجماعات المحلية بوزارة الداخلية، ووكالة تنمية الأقاليم الجنوبية، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، والوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات الخارجية. وبفضل عقد البرنامج الملكي الطموح للفترة 2021-2015، توفر جهة العيون الساقية الحمراء إمكانات متعددة للاستثمارات أو الشراكات أو التبادلات التجارية، كما تعمل على إنجاز بنيات تحتية بمعايير دولية لتكريس مكانتها كقطب إفريقي محوري متميز.