لم تكن مُشاركة سلاح الجو التركي في الدورة السادسة للمعرض الدولي للطيران بمراكش لتمُرّ دون اسْتعراض المروحية "أتاك" 129، التي أَلْهبتْ حماسَ الزُّوار والضَّباط المغاربة والأجانب، بعرْضها القتالي الكبير الذي بصمتْ عليه في ساحة الاستعراضات العسكرية التَّابعة للقاعدة الجوية للمدينة الحمراء. وطوالَ ساعة من الزمن قدّم طيارون تابعون لسلاح الجو التركي على متن المروحية "أتاك" عروضاً عالية الدقة، أظْهرت القدرات القتالية الكبيرة التي يمتازُ بها هذا النوع من الطائرات. وقد صنعتْ "أتاك" 129 الفرجة بمجموعة من الحركات الالتفافية الجماعية والمتقاطعة، شدّت انتباهَ عدد من الضباط المغاربة والأجانب، الذين تابعوا تحركات المروحية التركية، وهي تُحلّق وحيدةً في سماء مراكش. والمروحية "أتاك" تمَّ إنتاجها من قبل مهندسين أتراك، وتتميّزُ بقدرتها على التحليق في كافة الظروف المناخية. وتصلُ سرعتها إلى 280 كيلومترا في الساعة، وتحلق على ارتفاع يصلُ إلى 600 متر، وتفوقُ حمولتها من الأسلحة 2000 كيلوغرام، وقد تمَّ تحصينها ضد أنواع مختلفة من مضادات الدروع وصواريخ جو جو قصيرة المدى. وحسب مجلة "الأمن والدفاع العربي"، المتخصصة في الشؤون العسكرية، فإنَّ المروحية التركية تجمع بين التصميم الإيطالي والخبرات الفنية التركية، التي سعت إلى إنتاج طائرة تلائم احتياجات الجيش التركي. وتستطيع المروحية التركية التحليق في أجواء مختلفة بسرعات تصل إلى 294 كم/ ساعة على ارتفاعات كبيرة. واسْتعرض الوفد العسكري التركي، بقيادة الجنرال علي سيرين وممثلي شركة الطيران التركية (TAI) نادم كونكور وبورهانيتن أكتي وتامر أزمن، مميزات المروحية الحاملة لاسم ATAK T-129، والمعروفة بلونها الأخضر العسكري الفاقع، والتي لقيت إقبالاً كبيراً في السنوات الأخيرة، خصوصاً من لدن باكستان التي تقدمت السنة الجارية بطلب للحصول على 30 طائرة من هذا النوع، وتوجد أعداد منها لدى السعودية وماليزيا والإمارات وكوريا الجنوبية. ويُبْدي المغرب اهتماماً كبيراً بهذه الطائرة العمودية، وقد سبق لجريدة هسبريس الإلكترونية أن كشفت أن مسؤولين عسكريين مغاربة تباحثوا مع نظرائهم الأتراك حول هذه المروحية العسكرية المقاتلة، وما زالت المفاوضات جارية حول الثمن والعدد المراد اقتناؤه. وقد استعملت القوات التركية هذه المروحية العسكرية القتالية في معركة "عفرين" بسوريا، في السنوات الماضية، وأظهرت أداءً ميدانياً جيداً جعلها تحظى بسمعة جيدة. يذكر أن المعرض الدولي للطيران عرفَ حضور عدة وفود دولية، من رؤساء دول إفريقية ووزراء الدفاع ووزراء النقل وكبار الضباط وكبار مسؤولي الأمن من مختلف الدول العربية والأمريكية والأوروبية. كما عرف أيضا مشاركة حوالي 200 عارض يمثلون حوالي 80 دولة، سيقومون بعرض آخر مستجدات الطيران وخدماته على المستوى الدولي، من خلال معارض مغطاة وعروض جوية، وكذا لقاءات عمل خاصة مع المنعشين والمتدخلين المباشرين في مجال الملاحة الجوية والفضاء.