شدّد المستشار الملكي أندري أزولاي على ضرورة قبول التعايش المشترك بين الإسرائيليين والفلسطينيين، من أجل تحقيق السلم الدائم بين الطرفين الذي سيكون من مصلحة الأسر، لأن الإنسانية في نهاية المطاف أكبر من جميع الصراعات السياسية القائمة في المنطقة. وأوضح أزولاي، مؤسس جمعية "الصويرة موكادور"، التي تشرف على تنظيم النسخة الخامسة عشرة من مهرجان "الأندلسيات الأطلسية" بمدينة الصويرة، أن "احترام كرامة الإنسان هي الأولوية، بغض النظر عن الاختلافات السياسية أو الإيديولوجية وغيرها من المحددات، إذ تعتبر مدينة الصويرة نموذجا يحتذى به فيما يتعلق بالتعايش السلمي بين الديانات السماوية، سيما اليهود والمسلمين". وأكد مستشار الملك محمد السادس، خلال ندوة أقيمت على هامش فعاليات مهرجان "الأندلسيات الأطلسية" الذي يحتفي بالموسيقى الأندلسية العربية واليهودية، أن التراث اليهودي بالمملكة وطني ولا يقتصر على مجموعة إثنية معينة دون سواها، قائلا: "نحن مغاربة في نهاية المطاف". في هذا الصدد، أعرب باحث مغربي ولد بمدينة طنجة، وتابع دراسته بجامعة كولومبياالأمريكية، في مداخلة له بالندوة، عن سعادته البالغة لحضور جميع نسخ المهرجان منذ تأسيسه، حيث التقى بأندري أزولاي حينما أتى إلى الصويرة قصد تأريخ التراث الأندلسي اليهودي بالمنطقة، باعتباره ألّف مجموعة من الكتب القيّمة في هذا المجال الذي اهتم به منذ صغره. ونوّه الباحث المغربي بالمجهودات الجبّارة التي يقوم بها المستشار الملكي من أجل النهوض بالأوضاع الثقافية بمدينة الصويرة، التي تغيرت ملامحها كثيرا مقارنة بسنوات السبعينيات، مؤكدا أن المهرجان أضفى لمسة شعبية على الموسيقى الأندلسية التي كانت تقتصر في السابق على النخبة. وأشار متناول الكلمة إلى أن مهرجان "الأندلسيات الأطلسية" ساهم بشكل كبير في تخصيص أرشيف حول هذه الموسيقى، كما احتضن جميع الباحثين والمفكرين والموسيقيين والمخرجين الذين يأتون إلى مدينة الصورة من كل حدب وصوب، بهدف مساعدتهم في الأعمال التي يودّون القيام بها، سواء تعلق الأمر بتصوير الأفلام أو تأليف الكتب والأغاني. واحتفى المشاركون في الندوة بأعمال الحاجة الحمداوية، التي اعتبرها المستشار الملكي راسخة في الذاكرة الجماعية للمغاربة، حيث قالت في كلمتها إنها سعيدة بالحضور إلى المهرجان، مشيدة بالتطور الكبير الذي عرفته مدينة الصويرة التي لم تزرها منذ سنوات خلت. وتحدثت الحاجة الحمداوية عن العلاقة الوطيدة التي تجمعها بالفنانة المغربية اليهودية ريموند البيضاوية، التي أحيت سهرة فنية حجّ إليها جمهور غفير، حيث برعت في أداء باقة من الأغاني بطريقتها الخاصة. وكشفت الحاجة الحمداوية عن كواليس مشاركتها في إحدى المهرجانات، إذ قالت إن المطربة ريموند البيضاوية طلبت منها أداء بعض أغانيها أمام الجمهور، لترد عليها أيقونة الفن الشعبي باللهجة الدارجة: "غنّي كولشي وخلّي ليا غير الشياطة"، في إشارة إلى خصالها الإيجابية التي تتمتع بها في الوسط الفني المليء بالعيوب.