إشعاع ثقافي قل نظيره، وتمازج بين الأديان تحت سماء الموسيقى المغربية والعالمية.. هذه هي الرسائل القادمة من مدينة الصويرة حيث يشرف المستشار الملكي، أندري أزولاي، على توطيد علاقات التلاحم والتآخي بين المسلمين واليهود. مؤسس جمعية "الصويرة موكادور"، وهو يحتفي بالمغنية الشعبية الحاجة الحمداوية في مهرجان "الأندلسيات الأطلسية"، بحضور مغاربة ويهود من داخل المغرب وخارجه، أكد أن التراث اليهودي بالمملكة وطني ولا يقتصر على مجموعة إثنية معينة دون سواها، معلنا أن ما يجمع اليهود والمسلمين هو وطنهم المغرب أولا وأخيرا. المستشار الملكي اليهودي المغربي، الذي تصفه وسائل إعلام فرنسية ب"رجل الثقافة"، استطاع من خلال المهرجانات الثقافية والفكرية التي تحتضنها مدينة الصويرة أن يُبعد مسألة الصراع والمواجهة بين الديانتين، في وقت تعاني فيه بلدان عدة بالمنطقة من مشاكل مرتبطة بتاريخ الديانات السماوية. يحرص أزولاي على ترجمة الخطب الملكية التي تؤكد أن "اليهود مواطنون مغاربة يتمتعون بنفس الحقوق المتساوية والكاملة، على غرار إخوانهم المسلمين"، ليكون بذلك سفيرا للتلاحم اليهودي الإسلامي، ليس فقط داخل المملكة بل خارجها أيضاً. وعلى الرغم من أن يهود العالم اضطروا في فترات سياسية من تاريخ المملكة إلى مغادرة وطنهم الأم، إلا أن المستشار الملكي نجح من خلال سياسته الثقافية في أن يُعيد موسم هجرة اليهود نحو بلدهم المغرب، في محطات وأنشطة مختلفة؛ وهو ما يجعلهم باختلاف مواقعهم وبلدانهم أكثر المدافعين عن مصالح الرباط.