صدر حديثا للسفير السابق علي عاشور كتاب جديد يحمل عنوان "الدبلوماسية في مغرب الأمس"، يقع في 408 صفحات، ومكوّن من ثلاثة أجزاء، هي "دبلوماسيو ودبلوماسية مغرب الأمس"، و"السلك الدبلوماسي الأجنبي"، و"الدبلوماسية في البلاط". وأبرز الدكتور سعد الدين العثماني في مقدمته للكتاب، الذي نشر بدعم من المؤسسة الدبلوماسية، أن السفير علي عاشور "يستكشف في مؤلفه تاريخ الدبلوماسية بالمغرب بعين الدبلوماسي الخبير، حيث راجع، لهذه الغاية، العديد من المصادر المغربية والأجنبية ذات الصلة بالسياسة الخارجية للمغرب حتى فرض الحماية، وبذلك فهو يعرض علينا اليوم ثمار قراءاته وأبحاثه بين دفتي كتاب رائع". ونوه الدكتور العثماني بمبادرة صاحب الكتاب إجراءَ بحث حول الدبلوماسية والدبلوماسيين في القرون الماضية، مضيفا أن المذكرات المتعددة التي يحتويها الكتاب "تقدم معلومة إضافية أو إضاءة عن شخصية أو حدث، ما يساعد القارئ على إعادة صياغة السياق". كما أوضح صاحب مقدمة الكتاب أنه "رغم أن الكاتب تناول على امتداد صفحات مؤلفه الدبلوماسية الكبرى، فإنه لم يضرب صفحا عن "الدبلوماسية الصغيرة"، التي تمارس في الحياة اليومية، في جوانبها العملية: البروتوكول، وآداب السلوك. كما أن النكتة وروح الدعابة حاضرتان في نص كثيف وفي الآن نفسه ممتع لقارئه". إلى ذلك، ركز الكتاب على الدبلوماسية في مغرب العصور القديمة، برجاله، وأسلوبه وأنماط عيشه آنئذ، وهو يذكر بالأزمات والأحداث التي ميزت تاريخ البلاد حتى فرض الحماية، إذ رسم المؤلف صورة لعلاقات المغرب الدولية مع جيرانه المباشرين، مستعيدا قصة تدخل الدبلوماسية المغربية وعمل الممثلين الدبلوماسيين الأجانب في المملكة. يذكر أن السفير علي عاشور، الحاصل على دبلوم في العلوم السياسية والعلاقات الدولية وخريج المدرسة المغربية للإدارة، شغل منصب قنصل عام في ملقة ومدريد، ثم عين سفيرا لدى فنزويلا والنرويج والبرازيل والفاتيكان. كما شغل عددا من مناصب المسؤولية في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون، بما في ذلك مدير الشؤون الأمريكية ورئيس ديوان الوزير؛ وهو حاليا عضو في لجنة المؤسسة الدبلوماسية وكاتب عمود في مجلة "Diplomatica"، وقد سبق له إصدار كتابين منهما "الصحراء المغربية، 20 سؤالا من أجل الفهم"، الصادر عام 2015.