خاض مجموعة من الأساتذة، اليوم الخميس، وقفة احتجاجية أمام مقر مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج المتواجد بالرباط؛ وذلك للمطالبة بتعويضات مالية مقابل تدريسهم للغة العربية والثقافة المغربية للجالية في أوروبا. ورفع "أساتذة الجالية سابقاً"، خلال هذه الوقفة الاحتجاجية أمام المؤسسة التي يرأسها المستشار الملكي عمر عزيمان، شعارات تطالب المؤسسة بالوفاء بوعودها وتسديد التعويضات المادية مقابل خمس سنوات قضوها في عدد من الدول الأوروبية لتدريس أبناء الجالية. وقال رضوان الصادقي، وهو أستاذ سابق بين صفوف مغاربة العالم، في تصريح لهسبريس: "نحتج أمام مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين في الخارج لأننا كنا موضوعين رهن إشارتها لمدة خمس سنوات"، مضيفا أن "الأساتذة أمضوا سنوات في خدمة الجالية المغربية وتدريس أبنائها، وهم اليوم يحتجون للمطالبة بالتعويضات المادية التي لازالت عالقة في ذمة المؤسسة رغم الوعود التي قدمتها". وأوضح الصادقي أن المطلب الرئيسي هو "التسوية الفورية للتعويضات عن تغيير الإقامة والتنقل خارج البلاد، والتعويضات المتعلقة بالأجور والسلالم لمدة خمس سنوات". من جهتها، أشارت نجمة لقلع، وهي أستاذة سابقة للجالية المغربية في إسبانيا، إلى أن أساتذة الجالية يمضون سنوات خارج البلاد في ظل ظروف قاسية وصعبة جراء غلاء المعيشة وضعف التعويضات التي يتلقونها. ويوجد حوالي 500 أستاذة وأستاذ يدرسون اللغة العربية والثقافة المغربية لأبناء الجالية في كل من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا، ويمضي كل واحد منهم مدة خمس سنوات بعد اجتيازه لانتقاء واختبار شفوي وكتابي، ويكون في وضعية رهن الإشارة لدى مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج. ويتلقى هؤلاء تعويضاً شهرياً قدره 1500 أورو طيلة فترة تدريسهم لأبناء الجالية، لكنهم يعتبرون أن هذا التعويض لا يكفي لمصاريف العيش خارج الوطن، كما أكدوا أنهم يجدون صعوبات في السكن والتنقل. ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج مؤسسة عمومية جرى تأسيسها سنة 1990 بهدف ضمان استمرار العلاقات الأساسية التي تربط مغاربة الخارج بوطنهم، ومساعدتهم على تذليل الصعوبات التي تعترضهم بسبب اغترابهم.