أزمة نقل حادة بين العاصمة الرباط ومدينة القنيطرة خلفها توقف حركة القطارات عقب حادث انقلاب قطار ببوقنادل صباح اليوم، أسفر عن قتلى وجرحى؛ إذ يرابط العديد من المواطنين، منذ ساعات، في طابور طويل أمام سيارات الأجرة الرابطة بين الرباطوالقنيطرة. وعاينت هسبريس في زنقة الدارالبيضاء بحي حسان، حيث محطة طاكسيات الرباط-القنيطرة، ازدحاما شديدا ونوبات عراك متقطعة بين المسافرين، الذين اشتكوا من أنهم وجدوا أنفسهم عالقين بالعاصمة، قائلين إنهم يكابدون الأمطار والبرد القارس "دون أدنى عناية أو تنظيم، في حين كان ممكنا أن يتحرك المكتب الوطني للسكك الحديدية من أجل تدبير الأزمة التي تسبب فيها". واحدة من هؤلاء قالت لهسبريس: "أنا عالقة هنا منذ ساعتين من الزمن، ويطلبون منا أن ندفع أكثر من التعريفة القانونية المحددة في 15 درهما"، وزادت: "نحن نذهب عادة في القطار، لكن بعد الحادث لم نجد سبيلا سوى الاستعانة بسيارات الأجرة التي لا ندري إن كانت ستقلنا أم لا". مواطن آخر قال في تصريح مماثل: "السائقون يطلبون 20 درهما. الجميع ينتظر منذ أزيد من 40 دقيقة دون أدنى تنظيم"، وأضاف: "أزمة النقل بادية بوضوح، والدليل هو الطابور الذي سينتظر لساعتين أو أكثر"، داعيا "السلطات إلى التدخل لتصحيح الوضع، خصوصا وأن هناك أشخاصا لهم تذاكرهم (يقصد تذاكر القطار) لكن لم يجدوا من يساعدهم". بدوره، أورد أحد المشتكين أنه "في بعض البلدان الأجنبية يجند الناس حافلات وقطارات لتدارك الأمر، في حين هنا تعرضنا للاستغلال ولزيادة في الثمن، بحكم أن الأغلبية تود الوصول إلى منازلها بعيدا عن التأخر أو المشاكل". من جهته، نفى سائق سيارة أجرة أي زيادة في التعريفة، وقال: "تعريفة النقل مستقرة في 15 درهما، نحن نقدر معاناة الناس جراء غياب القطار، ولا يمكن استغلالهم"، متهما "الخطافة" بالزيادة، "أما سيارات الأجرة فهي تشتغل وفق القانون المتعارف عليه"، وفق تعبيره. تجدر الإشارة إلى أن المكتب الوطني للسكك الحديدية وضع بعض الحافلات رهن إشارة الركاب القادمين من الدارالبيضاء صوب القنيطرة، التي ظلت في انتظار المسافرين أمام محطة القطار أكدال بالرباط.