ضرب مهندس مدني من القدس الشرقية عرض الحائط بالمقاطعة الفلسطينية للسياسة في إسرائيل، ورشح نفسه بهدف الفوز بمقعد في مجلس المدينة من خلال حملة دعاية يطالب فيها بعدالة توزيع الخدمات البلدية ويتحاشى الصراع القديم على السيادة عليها. ويمثل الفلسطينيون ثلث سكان القدس في مناطق استولت عليها إسرائيل في حرب 1967 وضمتها إلى المدينة التي اعتبرتها عاصمة لها في خطوة لا تحظى بالاعتراف في الخارج. ويدفع الفلسطينيون الضرائب ويشكون من إهمال السلطات الإسرائيلية واهتمامها بالأحياء الغربية اليهودية. وزاد من حدة المقاطعة عدم المشاركة في السياسة على مستوى المجالس البلدية في القدس، التي أمرت بها السلطة الفلسطينية التي تتمتع بحكم ذاتي محدود في الضفة الغربيةالمحتلة وتريد القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية في المستقبل. ويماثل عمر المرشح رمضان دبش (51 عاما) عمر الاحتلال الإسرائيلي وهو يتلهف على التغيير بعد أن شهد أزمات دبلوماسية، كان آخرها انهيار مفاوضات السلام عام 2014، وكذلك موجات من العنف، وهو ينادي بالتكيف العملي. وقال دبش لرويترز، في حي صور باهر الذي ينتمي إليه، حيث تنتشر الشوارع المهملة وأكوام القاذورات: "أهل القدس الشرقية يعانون كثيرا من نقص الخدمات والتمثيل في بلدية القدس". وقال دبش المستقل الذي نددت السلطة الفلسطينية بترشحه: "بعض الناس يزعمون أن هذا "تطبيع"... لكن هذا ليس صحيحا"، وأضاف: "تلقي الخدمات لا يعتبر تطبيعا، بل هو استمرار للحياة اليومية العادية التي نعيشها، فليس لدينا بديل آخر... الحقوق تؤخذ ولا تمنح". وقد تعمد دبش تحاشي ترشيح نفسه لمنصب رئيس البلدية في الانتخابات التي تجري يوم 30 أكتوبر. ومنصب رئيس البلدية منصب مرموق في إسرائيل يتنافس عليه أربعة مرشحين يهود أحدهم عضو في مجلس الوزراء من حلفاء رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وأعلن فلسطيني آخر يدعى عزيز أبو سارة إطلاق حملة دعاية في الانتخابات البلدية، لكنه سرعان من تخلى عنها الشهر الماضي بعد أن رجمه محتجون يرددون هتافات عربية بالبيض خارج مقر مجلس المدينة. ويأمل دبش الفوز بما يصل إلى خمسة مقاعد في مجلس المدينة المكون من 31 عضوا، وتضم قائمته المسماة "القدس مدينتي" 13 مرشحا فلسطينيا بالإضافة إلى مستشار إسرائيلي يهودي؛ ويبدو من المستبعد أن يصادف النجاح، فالمرشح يحتاج للفوز بثمانية آلاف صوت لكي يصبح عضوا في المجلس. وتوضح البيانات البلدية أن نسبة إقبال الفلسطينيين من سكان القدس في سن التصويت، وعددهم نحو 220 ألفا، بلغت في المرتين السابقتين نحو ثلاثة في المائة، الأمر الذي يشير إلى إعراض واسع بين الفلسطينيين عن المشاركة. وتستنكر القيادات الفلسطينية بشدة ترشيح دبش نفسه في الانتخابات. وقال عدنان غيث، المسؤول عن ملف القدس في السلطة الفلسطينية: "هذه المحاولات فشلت من قبل وستفشل هذه المرة أيضا لأن الناس في مدينة القدس يرفضون هؤلاء المنبوذين الذي يحاولون شرعنة هذا الاحتلال وأدوات هذا الاحتلال". *رويترز