"ماساكتاش" أو "Masaktach#" وَسمٌ مواطنٌ على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يحاول تنبيه المغاربة بمختلف فئاتهم إلى العنف الموجّه ضد المرأة، وتحريكَ بركة المغرب الآسنِ ماؤُها في مجال حقوق المرأة حتى تُنصف إذا ما ضُويِقَت، أو تُحُرِّشَ بها، أو إذا ما تعرَّضَت لتمييز بسبب جنسها. وتمكّن هاشتاغ "ماساكتاش" من دفع بعض الإذاعات المغربية إلى إيقاف بث أغاني المغني المغربي سعد المجرد، إلى حين قول المحاكم الفرنسية كلمتها الفصل في التهم الموجهة إليه، كما تمكَّنَ من تسليط الضوء على أبعاد قضايا مثل اغتصاب خديجة، التي كان الكثيرون يبحثون عن أولى ثغراتها من أجل تجنب النقاش المُضْنِي حول موقع المرأة في المجتمع المغربي؛ وهو ما بوّأ هذا الوَسْمَ مكانا على صفحات جرائد ومواقع عالمية. إحدى عضوات الحركة قالت إن "ماساكتاش" انطلقت مع شخصين تتبَّعا قضية خديجة، وحاولا مواكبة ما كانت بحاجة إليه في علاجها وعلاقتها مع محاميها. وأضافت المتحدثة، التي فضّلت الحديث باسم الحركة بدل "شخصنتها" بذكر اسمها، أن المؤسِّسَتين لاحظتا أن الناس يتفادون، على العموم، الحديث عن العنف ضد النساء؛ وهو ما تبين في اتخاذ الناس المعطيات التي شكّكت في رواية خديجة حُجَّةً حتى لا يتناولوا الموضوع؛ "وهنا لم تعد المسألة متعلّقة بخديجة فقط، بل أصبحت مشكلة أَعَمَّ؛ وفكرنا حينها في طريقة ولغة وسطية من أجل الحديث في الموضوع". بعد هذه الخطوات الأولى تكوَّنَ فريقٌ أكبر هو فريق "ماساكتاش"، وتقرَّرَ الانطلاقُ من موقع "تويتر" للحديث في هذه المواضيع بطريقة مركزة، وفي أوقات محددة يتم الاتفاق عليها من قبل، فانتشر "الهاشتاغ" المرجعي الذي هو"Masaktach#"، وخُصِّصَ لكل موضوع وسمٌ خاص به. وأعطت المتحدثة مثالا بموضوع سعد المجرد، "الذي كان يحرجنا كثيرا إذاعةُ أغانيه، رغم أن العالم كله يعرف بماذا هو متابع". واسترسلت موضّحة أن ما طلبه الوسمُ هو أن يكون "على الأقل نوع من احترام ذكاء المواطنين وحساسيتهم، خصوصا ونحن في بلاد ما زلنا بحاجة فيها إلى شرح مثل هذه المسائل؛ وهكذا لقيت الحملة تجاوبا من طرف بعض الإذاعات لمَنطِقيّتها المتمثلة في عدم استهدافها سعد المجرد كشخص أمام العدالة، بل كرمز، ولكونها خَاطَبَت المسؤولية المواطنة لهذه الإذاعات". وأكدت حركة "ماساكتاش"، على لسان المتحدثة، أن النساء هنَّ الحلقةُ الأضعف في سلسلة المجتمع، "رغم أن هناك عدم عدل و"حكرة" يعيشها المواطنون جميعا، رجالا ونساء، إلا أن ضعف وعي المجتمع بالعنف الذي يمارَسُ على النساء يمتَدُّ إلى جميع شرائح المجتمع مهما كان مستواها الدراسي، وعملها، ومظاهرها". واستنتجت حركة "ماساكتاش" بعد متابعتها قضايا العنف ضد المرأة بالمغرب أن هذه الأخيرة عندما تقول "لا" لا يسمع عدم رضاها ولا يؤخذ بعين الاعتبار؛ مبيّنة أن هذا هو سبب إطلاق هاشتاغ "ما شي بسيف"، في الوقت الذي قُتِلَت شابة اسمها أميمة لأنها رفضت الزواج بشخص تقدّم لها؛ ورأت الحركة أن "لا"، التي قالتها هذه الشابة لم تُسمع، واضطرت إلى تأدية ثمن قولها "لا" بحياتها. ولا يقتصر العنف ضد النساء، حسب المتحدثة، على المغرب وحدَهُ؛ لأن النساء عبر العالم يعانين بدرجات متفاوتة، حسب الدول وقوانينها. واستطردت موضحة: "عندنا، مثلا، لا نعتبر بعد أن للمرأة الحق في أن تقول لا، كما أن القانون لا يعاقب على الاغتصاب الزوجي، ويكون جواب الناس في هذه الحالة أن "هذه زوجته"، ولا يستوعبون أن المرأة قد تغيب عندها الرغبة في ليلة من الليالي، وأن ليس في هذا إهانة للرجل، مثلما له الحق في أن يقول لا". وعن حركة "Masaktach#" بيّنت المتحدثة أنها ليست جمعية، بل تتكون من مواطنين ومواطنات يعتبرون أنهم مسؤولون عن الحديث مع مواطنين آخرين مثلهم. وأضافت "سنتكلم مستقبلا عن التحرش في الشارع، والتحرّش في العمل، من أجل تذكير الناس بحقهم في الدفاع عن أنفسهم، وحقّهم في أن يقولوا لا، وعدم أحقية تهجُّم شخص ما في الشارع عليهم، أو أن يقول لهم بعض الأشياء، أو أن يجبرهم ربُّ عملهم، لكونهم متدربين، على مسائل شخصية". وأجملت قائلة: "هذه مسائل بسيطة، لكنها هي الأساس الذي يمكن أن تُبنى عليه أعمال أخرى".