تعيش وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، خلال الأسبوع الجاري، على وقع احتقان شديد نتيجة تنامي حدة الاختلافات بين عمداء الكليات والأساتذة الجامعيين من جهة، وتعالي أصوات الطلاب المنددة ب"إقصائهم" من بعض مباريات ولوج مسالك الماستر من جهة ثانية. ويسود احتقان كبير داخل كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بفاس، بسبب عملية تدبير ولوج مسالك الماستر، التي أثارت حفيظة فرع النقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي. وانتقد المكتب المحلي للنقابة في "كلية الحقوق" بفاس "ممارسات" إدارة الكلية في ما يتعلق بتدبير مراحل ولوج سلك الماستر، معبرا عن "رفضه الإفراج عن النتائج الكتابية ومحاضرها ولوائح الطلبة المدعوين لاجتياز الاختبارات الشفوية، وما قد يترتب عن ذلك من إفشال لهذه العملية برمتها، ثم العبث بمصالح الطلبة المعنيين". وناشدت النقابة ذاتها، في بلاغ تتوفر هسبريس على نسخة منه، عميد الكلية إيجاد مخرج لحالة الاحتقان، فضلا عن ضمان السير العادي للمسالك المعنية، سعيا إلى حماية مصالح الطلبة. وقال المكتب المحلي للنقابة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي إن "منسقي مسالك الماستر يؤكدون رفضهم للطريقة التي دبرت بها عملية ولوج هذه المسالك، إذ تنطوي على ازدراء أعضاء الفرق البيداغوجية والمنسقين، كما تمس استقلاليتهم البيداغوجية التي تشكل اللحمة الأساس لهذه المسالك". وطالب المصدر ذاته "رئيس المؤسسة الجامعية بالتدخل من أجل ممارسة الاختصاص الذي يمليه عليه مبدأ استقلالية الجامعة والفرق البيداغوجية، بما يراعي مصلحة الطلبة والمؤسسة والجامعة ككل، ومن بينها المقابلة الشفوية". وهاجم المكتب المحلي للنقابة رئاسة الجامعة، معلنا رفضه "تدخلها المباشر في اختصاصات الفرق البيداغوجية، عبر مراسلات لا ترقى إلى القرارات الإدارية الملزمة"، معللا بالقول "إنها وسيلة للمساس بالضوابط القانونية المتعلقة بالشأن البيداغوجي، الذي يندرج ضمن الاختصاصات الحصرية للمؤسسات والفرق البيداغوجية". وكان رئيس الجامعة وجه مراسلة إلى رؤساء المؤسسات الجامعية، يدعو فيها الفرق البيداغوجية إلى حذف المقابلات الشفوية في مباريات ولوج الماستر، بهدف ضمان "الشفافية" في الانتقاء. من جهة أخرى عبر العديد من الطلبة الحاصلين على "الباكالوريا القديمة" في كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، عن حنقهم بسبب "حرمانهم" من اجتياز مباريات ولوج مسالك الماستر. وتداولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي "تدوينات" طلبة عدة لم يجدوا أسماءهم في لوائح الانتقاء الأولي، معتبرين أن "إقصاءهم" من المباريات غير معقول، بدعوى أنهم حصلوا على شواهد باكالوريا تعود إلى 2013 و2014. ويشتكي الطلبة من الاكتظاظ الشديد في المدرجات، لاسيما في الجامعات ذات الاستقطاب المفتوح، إذ تزايد عدد الوافدين الجدد على الجامعات خلال السنوات الأخيرة، في مقابل ضعف الموارد المالية التي لا تواكب هذا الزيادة.