أعلنت الولاياتالمتحدة أنها ستُقلّص، باسم الأمن القومي، عمليات نقل التكنولوجيا النووية المدنية إلى الصين، بعد تعهّد الرئيس دونالد ترامب بالتشدد في النزاع التجاري وتحذيره بكين من أن الأمريكيين ليسوا "أغبياء". وقالت وزارة الطاقة الأمريكية في بيان إنها ستفرض مزيدا من القيود على نقل التكنولوجيا النووية إلى الصين، أحد الأسواق القليلة النامية للمنشآت الجديدة، في وقت تسعى الصين إلى تلبية حاجاتها للطاقة الكهربائية عبر المصادر المنخفضة الانبعاثات الكربونية. ونقل البيان عن وزير الطاقة، ريك بيري، قوله إنّ "الولايات المتّحدة لا يمكنها تجاهل تداعيات التصرّفات الصينية على الأمن القومي من خارج إطار العمليات المتّبعة في التعاون النووي المدني بين الولاياتالمتحدةوالصين". وتعد هذه الإجراءات أحدث خطوة في مساعي الولاياتالمتحدة المتزايدة للضغط على الصين، وتأتي بعد أن فرضت إدارة ترامب رسوما إضافية على سلع صينية بقيمة 250 مليار دولار. وقال مسؤولون إن الولاياتالمتحدة ستظل تسمح بالصادرات النووية المدنية إلى الصين، لكنّ هذه الصادرات ستواجه تدقيقا متزايدا. والقواعد الجديدة ستُطبق "على الفور"، ولكن فقط على التراخيص المستقبلية أو الحالات التي لازالت قيد الدرس من جانب السلطات. وتشمل الإجراءات خصوصًا مجموعة الطاقة النووية العامة الصينية المملوكة للدولة، "والمتهمة حاليا بالتآمر لسرقة التكنولوجيا النووية الأمريكية"، حسبما ذكرت الوزارة. وتفرض الولاياتالمتحدة رقابة مشددة على الصادرات النووية عبر تصاريح تصدرها وزارة الطاقة تتحقق من خلالها من الاستخدام السلمي للتكنولوجيا وعدم نقلها إلى دول أخرى. وقال مسؤول أمريكي مشترطا عدم كشف هويته إن "الصين اعتمدت بشكل متزايد إستراتيجية للحكومة المركزية بهدف الحصول على تكنولوجيا نووية تمنحها تقدما اقتصاديا". وبلغ حجم الصادرات النووية الأمريكية إلى الصين العام الماضي 170 مليون دولار، حسب أرقام رسمية. وفي 2017 صنّف تقرير لوزارة التجارة الأمريكيةالصين كثاني أكبر سوق للصادرات النووية الأمريكية، بعد بريطانيا. وقال المسؤول إن "الصناعة الأمريكية قد تعاني من هذا القرار على المدى القصير، لكن جهود الصين المنسقة لنسخ وسرقة المنتجات النووية الأمريكية ستؤدي على المدى الطويل إلى خسارة دائمة للأسواق العالمية وللوظائف في الولاياتالمتحدة". الأمريكيون ليسوا أغبياء وكان الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وقّع في 2015 على تمديد التعاون بين الولاياتالمتحدةوالصين، واعتبرت الإدارة الأميركية حينها أن بكين سعت إلى تشديد الرقابة كجزء من مفاوضات التجديد. وتوترت العلاقات بين الصينوالولاياتالمتحدة بشكل كبير، إذ أكد الرئيس الأمريكي الخميس أنه مستعد لإيلام الصين اقتصاديا بشكل أكبر. وصرّح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأمريكية قائلا: "الصينيون عاشوا بشكل جيد لفترة طويلة، وبصراحة أعتقد أنهم يعتقدون أن الأمريكيين أغبياء. الأمريكيون ليسوا أغبياء". وتباهى ترامب بفرض رسوم على سلع صينية مستوردة بقيمة 250 مليار دولار، وقال إنه "كان لها تأثير كبير"، وأضاف: "لقد تراجع اقتصادهم بشكل كبير جدا" وزاد: "هناك أمور كثيرة يمكنني أن أفعلها لو أردت. ولا أريد..ولكن عليهم الحضور إلى الطاولة" للتفاوض. ويضغط ترامب على الصين لتحسين شروطها التجارية بالنسبة للمنتجات الأمريكية وإنهاء ما تقول الشركات الأمريكية إنه سرقة واسعة لملكيتها الفكرية. وردت الصين بفرض رسوم مقابلة تقول إدارة ترامب إنها تظهر تدخل الصين السياسي نظرا لاستهدافها منتجات من ولايات مهمة لانتخابات منتصف الولاية التي ستجري الشهر المقبل. وقال صندوق النقد الدولي هذا الأسبوع إن الحرب التجارية أدت إلى خفض توقعات النمو الاقتصادي في الصين للعام 2019، إذ ستشهد أدنى معدل نمو منذ 1990، ولكنه خفض كذلك توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكي والعالمي. وكرر ترامب أن الرئيسين السابقين أوباما وجورج دبليو بوش "سمحا للصين بالخروج عن السيطرة". وقال ترامب: "لقد ساعدنا في إعادة بناء الصين"، مضيفا: "لقد قلت إن الأمر قد انتهى". *أ.ف.ب