علمت هسبريس أن أنس الدكالي، وزير الصحة، عقد جلسة حوار مع النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، زوال أمس الخميس، بعدما لوح الأطباء المنخرطون فيها بالهجرة وتقديم "استقالة جماعية" من مختلف المستشفيات العمومية، في محاولة منه لنزع فتيل التوتر. وأفادت مصادر مطلعة حضرت اللقاء التشاوري بأن نقابة أطباء القطاع العام استجابت ل "مبادرة كسر الجمود" التي جاءت بطلب من وزير الصحة، بهدف وضع حد للخلافات التي ازدادت حدتها في الفترة الأخيرة. وقد حضر اللقاء إلى جانب وزير الصحة، مدير الموارد البشرية والطاقم الإداري للوزارة، في حين كانت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام ممثلة في الكاتب الوطني ومجموعة من أعضاء المكتب الوطني. وأوضحت المصادر ذاتها أن النقابة عبّرت عن ارتياحها لحل مشكل الترخيص لاجتياز مباريات الإقامة، فضلا عن طلبها بخصوص الزيادة في مناصب الإقامة. وتطرق الطرفان بشكل مستفيض، خلال الاجتماع، إلى مختلف نقاط الملف المطلبي، الذي يهم فئات الأطباء والصيادلة وجراحي الأسنان بالقطاع العام. وأكدت مصادر هسبريس أن اللقاء مرّ في جو تسوده الثقة المتبادلة والوضوح، ثم الوعي بالظرفية السياسية والاجتماعية، مشددة على أن وزير الصحة تعاطى بجدية مع الأزمة الحالية دون "لغة خشب"؛ ما مكّن الطرفين من التقدم بشكل إيجابي في حلحلة الملف المطلبي. ووعد وزير الصحة نقابة أطباء القطاع العام بضرورة استمرار المفاوضات الثنائية في الفترة المقبلة، قصد الحسم في جميع النقاط المطروحة ضمن العرض الاجتماعي. في المقابل، أبرز قيادي نقابي أن المفاوضات التي دعت إليها وزارة الصحة تأتي تحت ضغط الإضراب الوطني الذي خاضته نقابة أطباء القطاع العام، أمس الخميس، ثم سعي الوزارة إلى تفادي "أسبوع الغضب"، الذي أعلنت عنه النقابة، الممتد من 15 إلى 21 أكتوبر الجاري. وهنأت النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، في بلاغ توضيحي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منه، الأطباء والصيادلة وجراحي أسنان القطاع العام، الذين شاركوا في الإضراب الوطني. وفي هذا الصدد، قال منتظر العلوي، رئيس النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام، إن "الوزارة الوصية على القطاع أبدت تفهّمها لنقاط الملف المطلبي، لكن يلزمنا عقد لقاءات أخرى من أجل التفاوض". وأضاف العلوي، في تصريح خصّ به هسبريس، أن "النقابة ستستمر في تنفيذ كل المحطات النضالية التي أعلنت عنها في بيانها الأخير". وأردف: "نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مشترك، لكن الأشكال الاحتجاجية التي نخوضها من شأنها أن تقوي الروح التفاوضية للنقابة مع الجهات المسؤولة". للإشارة، أقدم خمسون طبيبا ينتمون إلى فرع النقابة المستقلة لأطباء القطاع العام بجهة الشرق على تقديم "استقالة جماعية"، تنديدا ب "الاختلالات البنيوية التي تعانيها المنظومة الصحية خلال السنوات الأخيرة، وتردي البنية التحتية في العديد من المستشفيات والمؤسسات الصحية".