استعملت هيئة الحكم التي يقودها القاضي بوشعيب فارح القوة العمومية لإرغام توفيق بوعشرين، مالك ومؤسس جريدة "أخبار اليوم"، المتابع أمامها بتهم أبرزها الاتجار بالبشر، على حضور جلسات محاكمته. وعاد الصحافي بوعشرين، من جديد، ليعلن اليوم الأربعاء رفضه حضور أطوار جلسات محاكمته في شقها المتعلق بمرافعات دفاع المطالبات بالحق المدني؛ واضطرت المحكمة، بعد توجيه إنذار له عن طريق النيابة العامة، إلى استعمال القوة العمومية لإحضاره إلى القاعة التي تعقد بها الجلسات. وطالب دفاع المصرحات، وعلى رأسهم المحامي حسين كروط، بإحضار المتهم بالقوة العمومية، معتبرا أن بوعشرين يرفض الحضور لكونه يتخوف من سماع الحقيقة. وشدد المحامي كروط على أن عدم حضور بوعشرين تأكيد للتهم المنسوبة إليه، مقارنا بين الراحل صدام حسين، رئيس العراق السابق، وبوعشرين، وموردا أن الأول حضر محاكمته بينما يرفض الثاني ذلك!. ورفض مالك "أخبار اليوم" حضور مرافعات دفاع المشتكيات، مطالبا بالسماح له بالغياب خلالها وحضور مرافعة النيابة العامة ومرافعات دفاعه. وبرر توفيق بوعشرين رغبته في الغياب عن مرافعات دفاع المطالبات بالحق المدني بكونهم يسيئون إليه ويعملون على إهانته باستعمال كلمات قدحية خارجة عن أعراف القانون. ولم يتقبل الصحافي بوعشرين الطريقة التي يتعامل بها محامو الطرف المدني، وهو ما جعل الجلسة الماضية تشهد غليانا كبيرا بعد اتهام محامٍ له بدفعه أمام أنظار المحكمة، التي وجهت له جنحة جديدة إثر ذلك. وشهدت الجلسة الماضية ليوم الإثنين غليانا كبيرا، إذ اتهم دفاع الطرف المدني المتهم بوعشرين بدفع المحامي عبد الفتاح زهراش أمام أنظار المحكمة؛ فيما اعتبر المحامي محمد المروري، عضو دفاع المتهم، أن دفاع المطالبات بالحق المدني يقوم بمرافعات استفزازية ويستعمل مصطلحات غير قانونية. وسبق أن عبّر بوعشرين عن رفضه الاتهامات التي وجهت إليه، والتعابير التي جاءت في مرافعة أحد أعضاء هيئة دفاع الطرف المدني، مطالبا بالانسحاب من الجلسة. وامتعض الصحافي مما جاء في مرافعة المحامي امبارك المسكيني، الذي استعمل وصف "اللئيم" وهو يتحدث عن الشخص الظاهر في الفيديوهات، كما استعمل أوصافا أخرى لم ترق بوعشرين؛ بينما أكد المحامي أنه لا يقصد مالك الجريدة، وإنما الشخص الظاهر في الأشرطة المعروضة على المحكمة.