أصدرت النيابة العامة، أول أمس الأربعاء، أمرا لعناصر الأمن بإحضار المتهم توفيق بوعشرين، للمثول أمام غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بالدار البيضاء، بعد أن رفض الحضور للجلسة، وظل جالسا بالمحجز الكائن بقبو المحكمة بدعوى تعرضه لإهانات متتالية من طرف دفاع الضحايا. وكان دفاع الضحايا قد تقدم، في بداية الجلسة، بملتمس إلى رئيس الهيئة القضائية، بضرورة حضور المتهم، قبل الشروع في مرافعته. وفي هذا الصدد، قال المحامي محمد الحسيني كروط عضو هيئة الدفاع عن المطالبات بالحق المدني، إن “المتهم توفيق بوعشرين رفض الحضور، لأنه لا يملك القدرة على مواجهة التهم المنسوبة إليه وفشل في التحكم في دفاع المشتكيات”، قبل أن يضيف، أن المحكمة قررت إحضار المتهم بالقوة العمومية، وهو ما أشرفت على تنفيذه النيابة العامة. وفي تطور مفاجئ في الملف، قدم النقيب محمد زيان، عضو هيئة دفاع بوعشرين، أول أمس الأربعاء، شكاية إلى الوكيل العام للملك لدى محكمة النقض، بشأن ما أسماه ب “التعذيب” الذي تعرض له الصحافي توفيق بوعشرين، مؤسس صحيفة “أخبار اليوم” وموقع “اليوم 24” منذ اعتقاله. وحسب مضمون هذه الشكاية، ف” الصحافي توفيق بوعشرين يتعرض منذ إيداعه بسجن عين برجة بتاريخ 26 فبراير 2018 لمعاملة مهينة وقاسية ولا إنسانية تهدف أثناء محاكمته التأثير على إدراكه، وتعمل على تغيير سلوكه أثناء مثوله أمام هيئة الحكم في قضيته، وذلك بهدف الحصول على اعترافات قضائية تدينه بجرائم لم يرتكبها”. وفي ندوة طارئة، قال النقيب محمد زيان إن الصحافي توفيق بوعشرين تعرض لإهانات واعتداءات متكررة من طرف دفاع المشتكيات أثناء جلسات المحاكمة، مما دفعه لطلب الانسحاب إلى حين بدء النيابة العامة في تقديم إفاداتها، لكن الطلب قوبل بالرفض. وأكد زيان في الندوة التي عقدت، مساء أول أمس الأربعاء، أن قرار بوعشرين جاء بعد أن تعمد المحامي المسكيني التهجم عليه بعبارات حاطة بالكرامة، الأمر الذي رفضه بوعشرين، ليتدخل المحامي عبد الفتاح زهراش، الذي ينوب عن المشتكيات ويعتدي لفظيا وجسديا على بوعشرين داخل قفص الاتهام. وشدد زيان على أن ممثل النيابة العامة لم يحرك ساكنا أمام هذه الممارسات التي نالت من كرامة موكله، مضيفا بأن هذه الممارسات جرت أمام المحكمة ودون احترام لها. وستواصل المحكمة يومه الجمعة الاستماع إلى باقي مرافعات دفاع الضحايا. تجدر الإشارة إلى أن الجلسات الأخيرة، عرفت توثرا بين دفاع المتهم من جهة، ودفاع الضحايا من جهة أخرى، انتهت بتقديم دفاع الضحايا لملتمس إلى رئيس الهيئة القضائية، يقضي بطرد المتهم من باقي الجلسات إلى حين النطق بالحكم، بدعوى أنه اعتدى على أحد المحامين، في حين اعتبر دفاع بوعشرين، أن المعتدى عليه، هو من بادر إلى الاعتداء على موكله، ناهيك عن الاستفزازات المستمرة والإهانات التي يتعرض لها بوعشرين خلال مرافعات دفاع المشتكيات.