في محاولة أوروبية جديدة يرادُ لها أن تُساهمَ في حصر تدفق المهاجرين القادمين من إفريقيا جنوب الصحراء، دعت المفوضية الأوروبية السلطات المغربية إلى اجتماع لمناقشة برنامج السيطرة على الحدود، الموقع مع المملكة في غشت الماضي، لتعزيز التعاون المشترك بشأن قضايا الهجرة. وحسبما نقلته وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، فإنَّ الاجتماع الأوروبي يأتي في إطار برنامج إدارة الهجرة الذي ينص على تقديم مساعدات بقيمة 55 مليون يورو، بتمويلِ من الصندوق الائتماني الأوروبي للطوارئ من أجل أفريقيا، لتوفير معدات لحرس الحدود في المغرب وتونس، ودعْمِ جهود المؤسسات الوطنية في المغرب وتونس لإنقاذ الأرواح في عرض البحر، وتحسين إدارة الحدود البحرية، ومكافحة مهربي الأشخاص النشيطين في المنطقة. وذكرت مصادر إيبريية أن بروكسل مُلتزمة بمواصلة ضمان التنفيذ السريع للبرنامج "في تعاون وثيق مع السلطات المغربية"، مشددة على أن الهجرة تمثل "تحديا مشتركا" للاتحاد الأوروبي والمغرب، وكلاهما مهتم بمعالجته. ووفقا للمصادر ذاتها، فإن التعاون مع المغرب يتجاوز قضية الهجرة، حيث خصص الاتحاد الأوروبي 807 ملايين يورو بين عامي 2014 و2017 كمعونة للمغرب. ويأتي هذا الاجتماع الأوروبي بعد الزيارة التي قام بها مفوض سياسة الجوار الأوروبية ومفاوضات التوسع، يوهانس هان، إلى الرباط، في 14 شتنبر الماضي، للتحضير لإعادة إطلاق العلاقات بين الاتحاد الأوروبي والمغرب. وفي هذا السياق، قال مدير مركز الأبحاث والدراسات في شؤون الهجرة، عبد الخالق الشلحي، إن "دعوة الاتحاد الأوروبي إلى المغرب تأتي في خضمّ النقاش المشتعل داخل ردهات بروكسل من أجل وضع حد لقضية المهاجرين، باعتبار أن المغرب يمثل بوابة رئيسية لأوروبا، وبالتالي فالأوربيون يعولون كثيراً على الرباط للعب دور في هذا الموضوع". وأضاف الأستاذ المتخصص في قضايا الهجرة واللجوء، في تصريح لهسبريس، أن "الأموال المخصصة للمغرب المقدرة ب 55 مليون يورو تبقى غير كافية لضمان فعالية أكبر في حماية الحدود"، مشيراً إلى أن "المغرب لا يمكنه أن يتحكم لوحده في هذه التدفقات إلا إذا توفرت له الأدوات والآليات القوية لضبط هذا المد الهجروي"، على حد تعبيره. وتابعُ الشلحي قائلا: "الأوربيون يقترحون على المغرب أن تكون هناك منصات إنزال على أرضه، لكنه رفض هذا الطلب لأنه غير عملي وسيؤدي إلى مزيد من المتاعب"، معتبرا أنَّ "بناء هذه المنصات سيكون كارثة في نهاية المطاف، لأنه ليس من السهل التحكم في هؤلاء المهاجرين المنتشرين في الغابات والأحياء الشعبية للشمال المغربي". ودعا المتحدث المغرب ودول شمال إفريقيا إلى "التقدم بخطة للأوروبيين على شاكلة خطة مارشال من أجل توفير البنيات التحتية اللازمة لهؤلاء المهاجرين الذين يتزايدُ عددهم في الآونة الأخيرة"، مستبعداً قبول الرباط مقترح الأوروبيين ببناء منصات الإنزال، لأن "الأمر يتعلق بطلب قد يأتي بنتائج عكسية".