أمسية بروح تزاوج بين الأصالة المغربية والعراقة الفرنسية احتضنها فضاء دار الصويري، مساء أمس الجمعة في مدينة الصويرة، بعد أن حولت السفارة الفرنسية بالرباط المدينة القديمة لموكادور إلى فضاء للتلاقح الثقافي والفكري بين ثلة من المثقفين المغاربة والأجانب، ونخبة من الشباب المتعطشين لروح القيادة، في الدورة الرابعة من منتدى القادة الشباب. المنتدى الذي تنظمه السفارة الفرنسية بالمغرب، للمرة الرابعة تواليا، بشراكة مع مؤسسة "أنا ليندا" وجمعيات "مغاربة للجميع"، و"الصويرة موكادور" وجمعية "السقاط"، وافتتحه المستشار الملكي أندري أزولاي رفقة السفير الفرنسي جون فرونسوا جيرو، جاء بقرابة 200 شاب من أجل التداول في موضوع "إعادة صياغة وابتكار أساليب ووسائل نقل المعلومة". فرونسوا جيرو، السفير الفرنسي بالمغرب، أكد أن "المنتدى عقد بفضل مساعدات جليلة من المستشار الملكي أندري أزولاي"، مشيرا إلى أن "الصويرة ستحتضن نقاشات فكرية عميقة عن المعارف وقضايا الدين والتنميطات الجنسانية"، وزاد: "نريد كسر الجدران بين الأجيال من أجل تواصل أفضل، ولإنهاء الدوغمائيات والانفتاح على الكونية". وأضاف جيرو، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه "كان حاضرا في جميع نسخ المنتدى"، مسجلا أن "رسالة هذه اللقاءات هي التواصل والانفتاح، وتبادل المعارف والأفكار الكونية، خصوصا أن المدينة التي تحتضن اللقاء معروفة بالإنصات"، منبها إلى "ضرورة إيقاف مد الكراهية واللاتسامح الذي يسود العالم؛ وذلك عبر استغلال انتمائنا جميعا إلى الفضاء المتوسطي". بدوره شدد المستشار الملكي أندري أزولاي على أن "الصويرة مزيج بين اليهودية والأمازيغية والعربية، ما جعلها بقعة فريدة من نوعها، وهو ما يفرض على الجميع استيعاب حجم المسؤولية التي تقتضيها المحافظة على إرث وجذور المدينة العريقة". وأردف أزولاي، في تصريح لهسبريس، بأن "الجميع لديه واجب عظيم يكمن في محاربة الإسلاموفوبيا والتطرف، وإبداء الرأي والمشاركة في البناء"، داعيا الشباب إلى "إعلاء همة وشأن العلم المغربي، وتمثيل المملكة بشكل مشرف في مختلف الملتقيات العالمية". وأكمل المستشار الملكي بأن "المنتدى يهدف إلى إعطاء الفرصة الكاملة لجميع شباب المنطقة المتوسطية، من أجل التلاقي والانتقاد والتعليق، إذ إنه فضاء مفتوح أمام جميع التحديات التكنولوجية والفلسفية التي يتأبطها الشباب". ومن المنتظر أن تشهد أشغال المنتدى برمجة لقاءات عدة بين الشباب في دار الصويري والمعهد الفرنسي بالصويرة، وكذا في دار الذاكرة التي رممت بشكل كامل، وتعد من بين أبرز المعالم الأثرية بالمدينة، إذ تجسد كنيس صلاة عطية، كما تظل شاهدة على حجم التعايش اليهودي الإسلامي في الصويرة. وسيعرف المنتدى تنظيم حوالي اثنتي عشرة ورشة، سيناقش خلالها المشاركون في حلقات مهارات عملية، مثل إعداد المشاريع واستخدام الشبكات الاجتماعية وتحليل المعلومات؛ فضلا عن ثقافة الشركات الناشئة.