بعد حوالي أسبوع من تفجر "قضية" محمد يتيم، وزير الشغل والإدماج الاجتماعي، إثر ظهوره رفقة فتاة يقول إنها خطيبته وهو ماسك يدها ويتجولان في العاصمة الفرنسية باريس، خرجت حركة التوحيد والإصلاح التي ينتمي إليها يتيم، وهو أحد مؤسسيها، عن صمتها، معتبرة الأخير "وقع في بعض الأخطاء غير المقبولة". وفي وقت ذهبت بعض التوقعات إلى احتمال أنْ يُطلب من محمد يتيم أن يستقيل من حركة التوحيد والإصلاح، ارتأت الحركة الدعوية أن تُمسك العصا من الوسط، إذ اكتفت ب"تنبيهه"، كما جاء في بلاغ صادر عن مكتبها التنفيذي عقب اجتماعه مساء أمس الثلاثاء. وقالت الحركة إنّها نبّهت الوزير يتيم "بعد أن سجّلت أنه وقع في بعض الأخطاء غير المقبولة، جعلته يُخلّ ببعض ضوابط الخطبة وحدودها، ويتصرف بما لا يليق بمقامه، ويضع نفسه في مواطن الشبهة". وحَفل بلاغ المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح برسائل موجّهة إلى الوزير يتيم، إذ أكدت أن "ميثاق الحركة يعتبر أنّ المرجعية العليا لكتاب الله وسنّة رسوله صلى الله عليه وسلم يجعلهما المصدر الأعلى لكل مبادئ الحركة ومقاصدها، وروحَ منهجها، والموجِّه الأسمى لاختياراتها واجتهاداتها، وما تضمّناه يعلو على آرائنا وقوانيننا". ويُفهم من الخطاب الوارد في بلاغ المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح أنه رد غير مباشر على التصريحات التي أدلى بها يتيم، وقال فيها إن "مسألة الحجاب التي كانت مرتبطة في ما سبق بالانتماء التنظيمي أو الحركي لم تعد كذلك، كما أنها لم تعُد كما كانت من قبل معيارا للتدين والالتزام الأخلاقي". وفيما أكد يتيم أنّه باشر إجراءات الطلاق من زوجته الأولى، بعد استحالة العشرة بينهما، دعتْه الحركة إلى احترام أحكام الشرع ومقتضيات القانون في هذه المسألة، بقولها إنها "تُغلّب مصلحة حفظ الأسرة وتماسكها، وتدعو إلى احترام أحكام الشرع عند إنشائها أو تعرضها للاهتزاز، وتَعتبر تصرّف الفرد في أموره الشخصية مقيَّدا باحترام النظام العام، وبمنع إيقاع الضرر على الغير". في المقابل ردّت حركة التوحيد والإصلاح على منتقدي يتيم بشكل ضمني بقولها إنها "تعتز بقيم الإسلام في التناصح وتقويم الاعوجاج، مع الإحسان في كل ذلك، والحرص على الإخلاص والتجرد، وتحري الصواب في القول، وتجنب التجريح واللمز، مع الحرص على خُلقي الحِلم والأناة اللذين يحبهما الله تعالى". وكان الوزير محمد يتيم أثار ضجّة كبيرة حين نُشرت صورة له رفقة فتاة ماسكا يدها وهما يسيران في الشارع وسط العاصمة الفرنسية باريس، إذ لاحقته انتقادات واسعة، صبَّ أغلبها في انتقاد "ازدواجية خطابه"، كعضو في حركة إسلامية تتبنى خطابا محافظا، بينما كان هو يتجول رفقة فتاة غير محجبة وترتدي لباسا عصريا، رغم أنه لا يجمعهما عقد زواج شرعي.