قرّرت النيابة العامة بالمحكمة الابتدائية بتطوان، اليوم الاثنين، إحالة خمسة قاصرين على السجن المحلي بالمدينة ذاتها، على ذمّة الاعتقال الاحتياطي للاشتباه في تورطهم في أحداث الشغب والفوضى التي عرفتها مدينة تطوان الجمعة الماضية عقب انتهاء المباراة التي جمعت المغرب التطواني بضيفه الكوكب المراكشي. وشهدت شوارع مدينة تطوان احتقاناً شديداً إثر وفاة الشابة حياة، "شهيدة الهجرة السرية"؛ إذ قادَ عدد من المنتمين إلى فصيل "اللوس ماطا دوريس"، المشجع لفريق المغرب التطواني لكرة القدم، مسيرة احتجاجية حاشدة بشوارع المدينة من أجل المطالبة بمحاسبة المتسبّبين في وفاة الطالبة المغربية، وللتنديد بالوضع الذي يدفع الشباب المغربي إلى ركوب قوارب الموت، خاصة من منطقة الشمال. وبادر المحتجون إلى تخريب الأغراس الموجودة في جنبات الطريق، ورمي الحواجز الحديدية وسط الطرقات، كما جرى إلحاق خسائر بسيارة أحد المواطنين التي كانت مركونة جانب الرصيف. على خلفية تلك الأحداث، فقد أوقفت المصالح الأمنية أكثر من عشرة أشخاص معظمهم قاصرين؛ إلا أنها احتفظ فقط بتسعة منهم، ممن رصدتهم الكاميرات. وفي السياق، أكد جابر بابا، المحامي بهيئة تطوان، في تصريح لجريدة هسبريس، أنه "جرت إحالة خمسة قاصرين وأربعة بالغين في حالة اعتقال بعدما استمع لهم ممثل النيابة العامة للمحكمة الابتدائية بتطوان صباح اليوم الاثنين". وأورد جابر أن "المتابعين كانوا من بين المحتجين الذين رصدتهم عدسات الكاميرا يقومون بأعمال عنف وسط مدينة تطوان، بعد انتهاء المباراة". من جانبها، أفادت كريمة العياشي، رئيسة فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالمضيق، بأن "مجموعة من المراهقين كانوا ملثمين ويرتدون لباساً أسود قاموا، يوم الجمعة الماضي بعد المباراة التي جمعت فريق الحمامة البيضاء بالكوكب المراكشي، بتحطيم عدد من السيارات تنديداً بمقتل حياة بلقاسم". وأضافت الفاعلة الحقوقية أنها "لاحظت حضور أفراد من عائلات الموقوفين، الذين ظلوا ينتظرون خارج المحكمة أخبار أبنائهم". وكانت صور نشرتها مواقع محلية أظهرت عشرات المحتجين يحملون أعلاماً إسبانية ويرفعون شعارات من قبيل: "باي باي يا بلادي، إسبانيا تنادي"، أي "وداعا بلادي، إسبانيا تنادي"، و"الشعب يريد من قتل حياة"، و"الشعب يريد الحركة فابور"، أي "الشعب يريد الهجرة السرية بالمجان"، إلى جانب شعار رُدّد باستمرار هو "بيبا إسبانيا"، أي "تعيش إسبانيا". وكانت النقطة الفاصلة في مسار المسيرة، التي انطلقت من ملعب سانية الرمل في اتجاه شارع 10 ماي (قرب النافورة وسط المدينة) مباشرة بعد انتهاء المباراة، عندما عمل عدد غفير من الشباب على تحطيم بعض السيارات التي كانت مركونة على الرصيف. كما قام بعض المحتجين بتخريب واجهات المحلات التجارية بشارع الوحدة وشارع المسيرة وعبد الخالق الطريس وعدد من الشوارع الأخرى، بالإضافة إلى تخريب عدد من السيارات الخاصة.