تحاولُ العشرات من النساء المغربيات العالقات في مخيمات اللاجئين التي تُسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية الهروب من جحيم "الاحتجاز"، مع استمرار التصعيد واشتداد حدة المعارك في شمال سوريا؛ فقد أجهضَ الجناح العسكري للإدارة الديمقراطية بشمال سوريا محاولة سبع نساء مغربيات التسلل إلى تركيا في طريق عودتهنَّ إلى المغرب، ليقوم بإيداعهنَّ مخيم الهول الواقع شمال سوريا. وأعلن مرصد الشمال لحقوق الإنسان، نقلاً عن مصادره الخاصة، أن "قوات سوريا الديمقراطية"، وهي تحالف كردي عربي يقاتل المتطرفين ويحظى بدعم واشنطن، اعتقلت 87 من نساء "داعش" من جنسيات مختلفة، من بينهن 7 مغربيات رفقة طفلين، كن يحاولن التسلل إلى تركيا في طريق عودتهن إلى المغرب. وتوجد حوالي 200 امرأة مغربية مع أطفالهن في مخيمات اللاجئين التابعة لقوات سوريا الديمقراطية في وضعية نفسية كارثية بسبب خرجات إعلامية كشفن فيها تبرؤهن من تنظيم "داعش" الإرهابي، وفضحن فيها المعاملة السيئة لتنظيم قوات سوريا الديمقراطية وتلاعبه بالمساعدات الأممية الموجهة إلى اللاجئين. ونقل مرصد الشمال أن "4 مغربيات ينحدرن من العرائش و3 من الدارالبيضاء حاولن الفرار صوب تركيا عبر الحدود السورية التركية، إلاّ أن قوات سوريا الديمقراطية أجهضت مخططهنَّ، ليتم إيداع جميع النساء مخيم الهول الواقع بشمال سوريا". وتقودُ المملكة مساعي حثيثة لإرجاع 200 مغربية عالقات في مخيمات اللاجئين، إذ انتقلَ وفدً أمني استخباراتي يضمُّ مغاربة وإسبانيين للوقوف على مجريات نقلٍ "مغربيات داعش" إلى أرض الوطن. وكان المرصد المغربي طالب منذ أشهر بضرورة تدخل الحكومة المغربية لدى الجهات المعنية بسوريا قصد إعادة النساء الحاملات للجنسية المغربية وأبنائهن إلى بلدهم، نظرا لمسؤولية الدولة طبقا لقواعد القانوني الإنساني، ونظرا للمخاطر التي قد تلحق حياتهم في حال "بيعهم" لداعش أو تسليمهم للسلطات العراقية التي قد تطبق فيهم عقوبة الإعدام. وأكد المرصد الحقوقي أن أزيد من 35 امرأة رفقة حوالي 50 طفلا من أبنائهن تم تسليمهم في الأسابيع الأخيرة لعناصر من "داعش" بصفة قسرية، وبتهديد من عناصر قوات سوريا الديمقراطية، موضحا أن النساء المتواجدات بمخيمات اللاجئين التابعة لإدارة قوات سوريا الديمقراطية كن قد طالبن السلطات المغربية بالتدخل العاجل قصد إعادتهن إلى بلدهن. وفي السياق، سجل رئيس مرصد الشمال لحقوق الإنسان، محمد بنعيسى، أن "المغربيات حاولنَّ الفرار عبر الحدود السورية التركية من الوضع الإنساني الصعب الذي يعيش فيه النازلون في مخيمات الهول شمال سوريا"، مشيرا إلى أن "الظروف صعبة في ظل ندرة المساعدات الإنسانية والتحكم فيها من قبل القوات المسطرة على المخيمات". الفاعل الحقوقي الذي يتابعُ عن كثب حالات النسوة العالقات كشف أن "المغربيات حاولن الوصول إلى الحدود التركية إلا أن قوات سوريا الديمقراطية قامت بتوقيفهنَّ والتحقيق معهن في ما يخص ظروف عملية الفرار وعلاقاتهن ببعض التنظيمات وسبب تواجدهن في سوريا". وزاد الحقوقي أن "فريقا استخباراتيا يضمُّ مغاربة وإسبانيين كان قد حلَّ بالأراضي السورية من أجل العمل على إعادة النساء المغربيات إلى أرض الوطن"، وتابع: "توصنا بمعطيات تفيد أن الفريق الاستخباراتي قام بتصوير النساء وأطفالهنَّ من أجل تسهيل إجراءات العودة". وأكمل المتحدث ذاته: "الأسئلة التي يُوجِّهها الفريق للمغربيات تتمحورُ حول الأسباب التي دفعتهنَّ إلى الالتحاق بداعش، والأدوار التي كن يشغلنها داخل الدولة الإسلامية؛ بالإضافة إلى وظائفهنَّ إن كانت مؤثرة وكيف سقطن في يد التنظيم".الدولة الإسلامية؛ بالإضافة إلى وظائفهنَّ إن كانت مؤثرة وكيف سقطن في يد التنظيم".