تواصل الوزارة المنتدبة لدى وزير الخارجية المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة استراتيجيتها في تعبئة الكفاءات المغربية المتواجدة بالخارج الرامية إلى الاستفادة من خبرتها والاستعانة بها في التعريف بإمكانيات المغرب، وجلب والاستثمارات، وخلق أسواق جديدة. رهان الوزارة على الكفاءات من الأولويات التي اعتمدها عبد الكريم بنعتيق، وزير الجالية، الذي أكد في جميع خطاباته على استحالة نجاح أي مشروع تنموي دون وجود المغاربة المقيمين بالخارج الذين تألقوا في مجالات عدة ببلدان الاستقبال. واستمرارا في صيرورة البرنامج التعبوي للكفاءات، أعلنت الوزارة عن تنظيم "المنتدى الأول لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بكندا لتطوير التعاون في قطاع الطيران"، بتنسيق مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي، الذي يأتي بعد لقاءات لمت شمل المهندسين، والمحامين، وكفاءات ألمانيا وأمريكا وفرنسا. المنتدى الذي ستحتضنه مدينة الصخيرات، سيعرف مشاركة ما يقارب من 200 مشارك، بشراكة مع شبكة الكفاءات المغربية في صناعات الطيران بكندا (AEROMAC) وبعثة اقتصادية مؤلفة من ممثلي المنتدى الاستراتيجي "أيرو موريال" (AERO MONTREAL)، التي ترأسها سوزان بينوا (Suzanne BENOIT)، بعثة تجمع قادة رئيسيين في قطاع الطيران بكيبيك بكندا تنتمي لقطاع الصناعة والمؤسسات الجامعية ومراكز البحث والجمعيات المهنية. وتؤكد الوزارة التي يشرف عليها عبد الكريم بنعتيق أن المغرب حقق خلال السنوات الأخيرة طفرة نوعية هامة في قطاع الطيران، الذي يعد من بين فروع الصناعة الأكثر طلبا من حيث الاستثمار والمعرفة في ظل التقدم التكنولوجي الهائل الذي يعرفه القطاع، حيث أصبح من أهم القطاعات الواعدة في المملكة لمساهمته في تحقيق النمو الاقتصادي وخلق فرص الشغل، موردة أنه في سنة 2017، بلغت معاملات صناعة الطيران بالمغرب أكثر من 9.78 مليار درهم مقابل 8.42 مليارا سنة 2016، أي بزيادة تناهز 16.3٪ حسب بيانات مكتب الصرف. وعن سر التوجه صوب قطاع الطيران، تشدد الوزارة على أنه على غرار عدد من القطاعات الصناعية، مثل قطاع السيارات، أظهر القطاع وفروعه الصناعية خلال السنوات الأخيرة نموا ملحوظًا، وذلك من خلال استقرار العديد من الفاعلين الدوليين بالمغرب، مثل "BOMBARDIER"، وغيرها من الشركات الكبرى كمجموعة "EADS" و"BOEING" و"SAFRAN". وأضافت وزارة الجالية في ورقة تأطيرية للمنتدى أنه تبعا للاستراتيجية الصناعية لسنوات 2014-2020 التي تم عرضها أمام الملك محمد السادس بمدينة الدارالبيضاء بتاريخ 2 أبريل 2014، "استطاع القطاع بفضل المنجزات الملموسة إبراز قدرة المملكة على جلب أهم الفاعليين العالميين في قطاع صناعة الطيران وجعل المغرب وجهة مفضلة للمستثمرين العالميين في هذا المجال، وذلك بفضل موقعه الاستراتيجي ومستوى جودة خدماته. ويحتل المغرب مكانة بارزة عالميا جعلت منه منصة متميزة للصيانة في هذا المجال، مستغلا دوره الاستراتيجي بالنسبة للقارة الأفريقية". ومن المرتقب، تقول الوزارة، أن تتضاعف حاجيات المملكة المغربية من الكفاءات العالية من فئة المهندسين في السنوات القادمة؛ وذلك من أجل مواكبة الصناعات المرتبطة بمجال الطيران، حيث تتمثل أولويات سوق الشغل المرتبطة بهذا المجال في تعبئة حوالي 23.000 منصب شغل، مقابل 15.000 منصب حاليا، ويتطلب تحقيق هذا الهدف جذب ما يناهز مائة مستثمر جديد في مختلف المجالات المرتبطة بهذه الصناعة. وللإشارة، فإن أزيد من 130 مقاولة تشتغل حاليا في مجال صناعة الطيران بالمغرب، حيث تسمح بتسريع معدل الاندماج الصناعي الذي يتطلع إلى تحقيق نسبة 35٪ في أفق 2020؛ إذ إنه منذ إطلاق مخطط تسريع التنمية الصناعية بالمغرب سنة 2014، تزايدت نسبة الشغل في هذا القطاع بنسبة 55%، وارتفع معدل الاندماج الصناعي المحلي بأكثر من 70%، بينما ارتفع عدد الشركات بنسبة % سنويا، أي بمعدل 130 وحدة. وتؤكد هذه المؤشرات أن هذا القطاع يتوفر على إمكانيات ومؤهلات قوية للابتكار ويتيح فرصا كبيرة للمواهب والكفاءات الشابة. وتتمثل أهداف هذه البعثة في تعزيز الإمكانات الاستثمارية للشركات الكندية في المغرب في مجال صناعة الطيران، من جهة، وكذا تعزيز اليقظة التكنولوجية لنقل المعرفة نحو المغرب من خلال التكوين، وتبادل الخبرات بين الجامعات ومؤسسات التكوين المغربية والكندية من جهة ثانية. وستبتدئ مهمة هذه البعثة بداية شهر أكتوبر 2018 من خلال القيام بعدة زيارات إلى مجموعة من الشركات ومراكز التكوين في كل من مدينتي الدارالبيضاء وطنجة؛ وذلك بشراكة مع وزارة الصناعة والاستثمار والتجارة والاقتصاد الرقمي. وستتوج هذه البعثة يوم 5 أكتوبر بالصخيرات من خلال إطلاق أشغال المنتدى الأول لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة بكندا لتطوير التعاون في قطاع الطيران، الذي سيشكل مناسبة للإعلان الرسمي عن إنشاء شبكة الكفاءات المغربية في مجال الطيران بكندا "AEROMAC"، وتقديم العديد من المشاريع المتعلقة بهذا المجال من طرف خبراء البعثة العلمية. وسيتوج هذا المنتدى بالتوقيع على مذكرة تفاهم تهدف بشكل خاص إلى تعزيز فرص التقارب والتعاون بين الشركات المغربية والكيبيكية بهدف دعم سلسلة الإنتاج والتعاون التجاري، بما يحقق مبدأ رابح-رابح لكلا الطرفين. ومن أهداف المنتدى، تؤكد الوزارة، تعزيز تعبئة الكفاءات المغربية بكندا، وإبراز وتطوير فرص الاستثمار المنتج في المغرب، لا سيما في مجال الطيران، ودعم النمو الكبير الذي تعرفه صناعة الطيران الوطنية، التي تميزت خلال العقد الأخير بجلب شركات ذات شهرة عالمية، وتعزيز التواصل وتبادل الخبرات في هذا المجال، وتعزيز آليات نقل تكنولوجيا الطيران لفائدة المملكة المغربية، وتقوية التقارب بين الشركات الكندية والنسيج الاقتصادي المغربي، من أجل خلق تعاون مثمر في مجال المشاريع المبتكرة، وتشجيع الاستثمارات الكندية في المغرب. كما يروم المنتدى تحديد مستوى الكفاءات من مهندسي الطيران، وتنمية النشاط والابتكار في المجال ذاته، وكذا جعل مديري ومهندسي القطاع في اتصال دائم بالمجال الصناعي، وإحداث مجموعة للكفاءات المغربية في مجال الطيران، وتسهيل توثيق علاقاتهم بعالم الأعمال بالمملكة.