نظمت الوزارة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، اليوم الجمعة، المنتدى الأولى لتعبئة الكفاءات المغربية المقيمة في كندا المتخصصة في قطاع الطيران، بحضور عدد من المسؤولين في هذا المجال من مقاطعة كيبيك. وجرى تنظيم هذا المنتدى الأول من نوعه بشراكة مع وزارة التجارة والصناعة والاقتصاد والرقمي، وشبكة الكفاءات المغربية في قطاع الطيران في كندا AEROMAC ، وممثلين عن المنتدى الإستراتيجي "أيرو مونتريال"، الذي يضم مسؤولي الشركات الكبرى في كيبيك، بحضور رئيسته سوزان بينوا. وترأس افتتاح هذا المنتدى عبد الكريم بنعتيق، الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، إلى جانب حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، وعدد من المسؤولين المغاربة والبرلمانيين والكفاءات المغربية في كندا ومسؤولين من جامعات ومراكز بحث وتكوين كندية. وقال الوزير بنعتيق، في كلمته الافتتاحية، إنه يسعى إلى إبراز فرص الاستثمار المنتج في المغرب ودعم النمو الذي تعرفه صناعة الطيران الوطنية، والتي تميزت في العقد الأخير بجلب شركات ذات شهرة عالمية؛ وهو ما ساهم في بلوغها نسبة نمو ناهزت 29 في المائة، ونسبة اندماج قاربت 32 في المائة. وشاركت في هذا المنتدى الأول حوالي 17 مقاولة من كيبيك، وهي المقاطعة الكندية الرائدة عالمياً في هذا المجال. وزار مسؤولو هذه المقاولات الكندية إلى جانب الكفاءات المغربية مجموعة من الشركات ومراكز التكوين والبحث في كل من الدارالبيضاء وطنجة. وذكر بنعتيق، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الوفد "وقف على المستوى المتقدم لقطاع الطيران في المغرب، وهو ما جعل أعضاءه يتحمسون للاستثمار في المملكة من خلال شراكات لتكوين اليد العاملة، خصوصاً أن كيبيك تحتاج إلى يد عاملة مختصة في هذا للمجال". وجرى خلال هذا المنتدى التوقيع على مذكرة تفاهم بين المسؤولين الكنديين والكفاءات المغربية في كندا ووزارة التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي بهدف تعزيز فرص التقارب والتعاون بين الشركات المغربية والكيبيكية، قصد دعم مسلسل الإنتاج والتعاون التجاري بما يحقق مبدأ رابح رابح لكلا الطرفين. وأوضح بنعتيق، في التصريح ذاته، أن هذا المنتدى "تفعيل لدور الجهة الثالثة عشرة التي تجمع مغاربة العالم بهدف الاستثمار في المغرب ونقل التكنولوجيا الدقيقة في القطاعات ذات القيمة المضافة ومواكبة المنتجات المغربية التي لها قدرة على المنافسة الدولية كقطاع صناعات الطيران". أما مولاي حفيظ العلمي، وزير التجارة والصناعة والاقتصاد الرقمي، فذكر في كلمة له في المنتدى أنه منذ إطلاق مخطط تسريع التنمية الصناعة بالمغرب سنة 2014 تزايدت نسبة الشغل في هذا القطاع ب55 في المائة، وارتفع معدل الاندماج الصناعي المحلي بأكثر من 70 في المائة، كما ارتفع عدد الشركات بنسبة 10 في المائة سنوياً. من جهتها، قالت سوزان بنوا، المديرة العامة لAero Montreal، إن المغرب يمثل «وجهة جيدة للأعمال»، مشيرةً إلى أن قطاع الطيران في المملكة يعرف تطوراً ملحوظاً، وهو ما جعل الوفد الكيبيكي يشارك في المنتدى للوقوف على التحديات المشتركة للبلدين في هذا المجال من أجل المضي قدماً في مشاريع مشتركة. سعيد السعالي، وهو مهندس في قطاع الطيران مقيم في كندا، قال في تصريح لهسبريس إن المنتدى وضع أمامه هدف تعبئة الكفاءات المغربية في مجال الطيران، بهدف المساهمة في نقل المعرفة إلى بلدها الأم، والدفع بمجال التعاون في التكوين وتبادل الخبرات بين الشركات المغربية والكندية. أما سمير المنور، وهو أيضاً مهندس طيران مستقر في كندا منذ 12 سنة مكلف بالتواصل في شبكة AEROMAC، فأوضح أن الهدف من المنتدى هو حفز الكفاءات المغربية للمساهمة في مشاريع تكوينية لتوفير اليد العاملة المؤهلة في هذا المجال لفائدة الصناعة الوطنية. وأشار المنور، في تصريح لهسبريس، إلى أن مجال صناعة الطائرات في المغرب لازال في بداياته وحقق نتائج جيدة، وهو يحتاج كفاءات عالية، كما في مختلف بلدان العالم، للمُضي قُدماً في هذه الصناعة لاستقطاب شركات جديدة للاستثمار. جدير بالذكر أن أزيد من 130 مقاولة تشتغل حالياً في مجال صناعة الطيران بالمغرب، وهو ما سمح بتسريع معدل الاندماج الصناعي بهدف بلوغ نسبة 35 في المائة في أفق 2020. وقد نجحت المملكة في استقطاب كبريات الشركات العالمية في هذا المجال، وعلى رأسها بومباردييه وسافران.