بعد أن سادَ الاعتقاد في أوساط المتابعين للشأن السياسي بأنّ حزبَ التقدم والاشتراكية قد طوى صفحة الدعوات التي تصاعدات في صفوف مناضليه بالخروج من الحكومة، إثر إعفاء شرفات أفيلال، القيادية في الحزب، من منصبها، أعاد محمد نبيل بنعبد الله احتمال خروج حزب "الكتاب" من الحكومة إلى الواجهة. ويبدو أن السبب الذي جعل رفاق بنعبد الله يعيدون النظر في مسألة بقائهم في الحكومة هو عدم تماسك مكوّناتها، بعد توتّر العلاقة بين مكوّني الأغلبية، حزب العدالة والتنمية وحزب التجمع الوطني للأحرار، إذ هاجمهما بنعبد الله، ذاهبا إلى وصْف تراشقهما بالكلام وتبادل الاتهامات ب"الحماق". وقال محمد نبيل بنعبد الله إنّ حزبه سيُباشر نقاشا مع حزب العدالة والتنمية، القائد للتحالف الحكومي، ومع مكونات أخرى من المجتمع، في أفق انعقاد الدورة المقبلة للجنة المركزية، بهدف "أن نتأكد هل مشاركتنا في الحكومة سيكون لها وقع حقيقي على مسار الإصلاح أم لا؟". وأردف الأمين العام لحزب "الكتاب" موضحا "بمعنى هل هذه الحكومة ستنكب على معالجة القضايا الراهنة، أم سيستمرون في إعطاء الصورة التي قدموها قبل ثلاثة أيام (يقصد العدالة والتنمية والتجمع الوطني للأحرار)، ديال التراشق العبثي، الذي لن أعلق عليه أكثر، لأن الحماق هذا". ولم يُخف بنعبد الله عدم رضاه عن أداء الحكومة التي يوجد حزبه ضمن مكوناتها، إذ قال مهاجما حليفيه سالفي الذكر: "يحدث هذا في الوقت الذي كان علينا أن نسعى إلى تقديم أجوبة ملموسة حول أسئلة التغيير، وكأنَّ هناك لا مسؤولية كاملة وأطماعا أخرى لا علاقة لها بمصالح المغاربة والمغرب". وأضاف: "سنقوم باتصالات مع المعنيين بالأمر، وسنقول لهم هل هناك رغبة حقيقية في السير في مسار الإصلاح، فإذا كان الأمر كذلك فنحن مستعدون أن نكمل الطريق، لأن لدينا مناضلين وليس سياسيين يرغبون في الكراسي، وخير دليل هو المناضلة شرفات أفيلال". وأكد "زعيم الشيوعيين" المغاربة أنّ المعيار الوحيد لبقاء حزبه في الحكومة هو مدى استعداد مكونات الأغلبية الحكومية للاشتغال في انسجام، والدفع بقطار الإصلاح إلى الأمام، وزاد مؤكدا "موقعنا المقبل في المشهد السياسي ليس رهينا بمسار هذا الرفيق أو تلك الرفيقة، بل بمسار الإصلاح".