أقرَّ سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، بوجود الفساد في المغرب؛ لكنّه دعا إلى "عدم تهويل هذا الأمر"، مُبرزا أن الحكومة "تعمل بجد لمحاربته، لأن الإصلاح عندما يتأخر تكون النتائج سلبية على الوطن والمواطن"، وفق تعبيره. وقال العثماني، في كلمة بمناسبة إعطاء الانطلاقة الرسمية لسلك التكوين التأهيلي لفائدة أُطر ومسؤولي المفتشيات العامة للوزارات، إن الحكومة الحالية حاولت، منذ تعيينها، تفعيل الإسترايجية الوطنية لمكافحة الفساد على أرض الواقع. ودعا رئيس الحكومة جميع الجهات الحكومية والمجتمع المدني والمواطنين إلى أن "يتحزّموا" ويتوحّدوا من أجل محاربة الفساد، الذي اعتبره "ظاهرة خطرة تنخر الاقتصاد وتضيع الجهود وتجعل الخدمات تصل إلى المواطن مترديّة". وبالرغم من إقراره بوجود الفساد في المغرب، فإن العثماني دعا إلى عدم رمي جميع المسؤولين الذين يتولون مسؤوليات عمومية في سلة واحدة، قائلا "وجود الفساد لا يعني أن الجميع فاسد، بل هناك أُطر وموظفون يشتغلون من أجل الوطن ويناضلون لتستمر البلاد إلى الأمام". واستطرد رئيس الحكومة: "لا يجب التهويل من حجم انتشار الفساد، ولكن في المقابل علينا أن نكون واقعيين وننظر بنظرة موضوعية إلى التقارير الدولية، التي تؤكد أن الفساد مسؤول عن ضياع الكثير من جهود التنمية، وتضيّع خمسة في المائة من الناتج الداخلي لكل دولة، وهذا شيء كبير، حيث يمكن أن ننشئ بهذا المبلغ خمسين مستشفى في السنة". العثماني حرص، في كلمته أمام أُطر ومسؤولي المفتشيات العامة للوزارات بمقر المدرسة الوطنية العليا للإدارة بالرباط، على التأكيد على أن الحكومة تأخذ بجدية ورش محاربة الفساد، مُبرزا أن محاربته "لن تتم بالوسائل الأمنية والقانونية فقط، بل بعدد من الإجراءات الموازية، ومنها الوقاية وإغلاق منافذ الفساد". وأوضح رئيس الحكومة أن محاربة الفساد "تحتاج إلى التحسيس والتوعية وإشاعة المعلومة وتعبئة المواطنين والمجتمع المدني والقطاع الخاص ليكون شريكا قويا، وكذا المدرسة والإعلام، والبحث عن آليات جديدة لمحاربته؛ لأن المفسدين يطوّرون آلياتهم بشكل مستمر"، واعدا بأنّ المغرب "سيكون أفضل مما هو عليه اليوم".