قال رئيس الحكومة سعد الدين العثماني، إن “تأخير الإصلاح يؤدي إلى نتائج وخيمة على الوطن والمواطن”، مضيفا أن الفساد ليس بالشيء البسيط، وإنما هو ظاهرة خطيرة تنخر الاقتصادات العالمية وتشثث الجهود ولا تصل الخدمات للمواطنين، وفق تعبيره. العثماني، الذي كان يتحدث في كلمة افتتاحية لإطلاق “سلك التكوين التأهيلي لفائدة أطر ومسؤولي المفتشيات العامة للوزارات”، بالمدرسة الوطنية العليا للإدارة اليوم الجمعة، أكد أن الفساد منتشر في في المغرب بشهادة التقارير الوطنية والدولية. وأضاف أن تقارير المجلس الأعلى للحسابات والمفتشيات العامة للمالية ومفتشيات الوزارات تشهد على وجود الفساد، موضحا أن التقارير العامة الدولية تؤكد أن الفساد مسؤول عن ضياع خمسة في المائة من الناتج الخام وهو ما يعادل تكلفة إنجاز 150 مستشفى من الطراز الكبير. وقال العثماني “نحن في الحكومة نأخذ بجدية ورش محاربة الفساد، والمحاربة لا تكون بالوسائل الأمنية والجنائية فقط ولكن عبر الوقاية والتوعية وإشاعة المعلومة وتعبئة المواطنين والمجتمع المدني والاعلام والتعليم، وهو ورش وطني تحمل الجميع فيه المسؤولية”. وزاد “إذا لم نتعاون جميعا فلا يمكن محاربة الفساد”، مضيفا أن آليات الفساد تتطور باستمرار، داعيا إلى تطوير آليات محاربة الفساد تبعا لذلك، مؤكدا أن الحكومة تعول على المفتشيات العامة لمحاربة عبر توسيع أدوارها وصلاحياتها. واعتبر المتحدث المواطن محوري في عملية محاربة الفساد، موضحا أن المواطنين أسقطوا مجموعة من المسؤولين عبر تبليغهم عن الفساد بالخط الاخضر، مشيرا اإلى أن منهم من سجن ومنهم من لازال يحاكم ومنهم من تمت تبرأته. وشدد العثماني على عدم الاكتفاء بالجانب الرقابي فقط ولكن بنشر ثقافة المسؤولية والنزاهة والشفافية، مطالبا بالدفاع عن تلك القيم التي رأى أنها تبني الأمم، قائلا “بإشاعة قيم النزاهة سنقضي على مظاهر الفساد التي تعرفها إداراتنا ومجتمعنا”.