أبانت معطيات موثقة صادرة عن مصالح وزارة الداخلية عن رصد ملايير السنتيمات لمشاريع ممولة في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على صعيد مدينة الدارالبيضاء. المعطيات التي حصلت عليها هسبريس حول هذه المشاريع، والتي يقول مجموعة من المتتبعين إنها لم تنجح في تحقيق الأهداف الكبرى للمبادرة المتمثلة في محاربة الهشاشة الاجتماعية، كشفت رصد مبالغ ضخمة لمئات المشاريع التي اندثر العديد منها. حوالي 37 مليار سنتيم هو المبلغ المالي الذي رصدته مصالح وزارة الداخلية والجهات المساهمة والمانحة لتمويل مشاريع للتنمية البشرية بعمالة الحي الحسني على مدى 14 سنة، دون أن تنجح في تحقيق الآثار والأهداف المسطرة لها بشكل كلي. وكشفت المعطيات الموثقة أن عدد المشاريع التي تم تمويلها، بشكل كلي أو جزئي، في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في منطقة الحي الحسني، بلغ في ظرف 14 سنة ما يزيد عن 900 مشروع، شملت تشييد ملاعب القرب وقاعات رياضية وبنايات اجتماعية موجهة إلى النساء والفتيات والشباب، وهي المشاريع التي لم يعد لها وجود في شق كبير منها، وفق تصريحات متطابقة لنشطاء جمعويين بمنطقة الحي الحسني. كما خصصت ملايير مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بمنطقة الحي الحسني لتمويل عمليات تزفيت مجموعة من الأزقة بشكل انتقائي، في العديد من الأحياء السكنية، وتمويل مشاريع لملاعب القرب التي تدهورت حالتها بعد شهور قليلة من انطلاق استغلالها من طرف بعض المستفيدين. وعبر عبد الحق ختي، ناشط جمعوي، عن تفاجئه بالأموال الطائلة التي رصدت لتمويل مشاريع في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية. وقال ختي في تصريح لهسبريس: "تم تخصيص مبلغ 37 مليار سنتيم للمساهمة في تمويل مئات المشاريع على مدى سنوات، في وقت لم نلمس أي تأثير لها على شباب وساكنة المنطقة. أمر يدعو إلى الاستغراب". وأضاف الناشط الجمعوي: "العديد من المشاريع لم نسمع عنها. الأمر يتطلب قدوم قضاة المجلس الأعلى للحسابات لافتحاص هذه المشاريع، والوقوف على حقيقة وجودها على أرض الواقع، والضرب على يد كل من يثبت عدم قيامه بواجبه أو التهرب من التزاماته؛ وأعني هنا الجمعيات التي تلقت مبالغ كبرى في إطار هذه المشاريع". وتراوحت المبالغ التي تسلمتها الجمعيات التي قدمت هذه المشاريع، البالغ عددها ما يزيد عن 900 مشروع، ما بين 30 ألف درهم و4 ملايين درهم لكل جمعية دفعة واحدة أو الجهات المشرفة، لإقامة مراكز شبابية ونسوية وتدريبية، ما يزال العديد من الجمعويين يبحثون عن مكان وجودها.