فادت إحصائيات رسمية صادرة عن قسم العمل الاجتماعي بعمالة اليوسفية، أن المشاريع المنجزة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم اليوسفية، خلال العقد الأخير، بلغت ما مجموعه 593 مشروعا، وكلفت علافا ماليا يقدر بحوالي 270 مليون درهم (27 مليار سنتيم)، من بينها 189 مليون درهم مساهمة من المبادر الوطنية للتنمية البشرية. وحسب المعطيات ذاتها، فإن عدد المستفيدين من هذه المشاريع قارب حوالي مائتي ألف مستفيد بمختلف جماعات الإقليم المكون من جماعتين حضريتين وتسع جماعات قروية. وتتوزع هذه المشاريع ما بين برنامج محاربة الفقر بالوسط القروي، والذي بلغ عدد المشاريع المنجزة في إطاره، 235 مشروعا بتكلفة مالية بلغت 82 مليون درهم، ضمنها حوالي 55 مليونا كمساهمة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبرنامج محاربة الاقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري ب 26 مشروعا، كلف قرابة 70 مليون درهم، منها 54 مليون درهم مساهمة من المبادرة، وبرنامج محاربة الهشاشة ب 30 مشروعا، بكلفة مالية ناهزت 23 مليون درهم، ضمنها حوالي 22 مليونا مساهمة من المبادرة، والبرنامج الأفقي بما مجموعه 302 مشروع، وهي المشاريع التي تطلبت كلفة مالية تقارب 96 مليون درهم، مثلت فيها مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية حوالي 58 مليون درهم. وتشمل مشاريع البرنامج الأفقي، بناء 30 مركزا للإيواء، بكلفة مالية تجاوزت 22 مليون درهم، والأنشطة المدرة للدخل بما مجموعه 144 مشروعا، وذلك بغلاف مالي فاق 41 مليون درهم، ودعم الولوج للبنيات والخدمات الاجتماعية الأساسية بعدة مشاريع، بلغت في مجملها 162 مشروعا، بكلفة تقارب 117 مليون درهم، والتنشيط الثقافي والرياضي والاجتماعي والديني، من خلال دعم وتمويل 115 مشروعا، بحوالي 37 مليون درهم، في حين كانت حصة قطاع التعليم من مشاريع البرنامج الأفقي، 103 مشاريع، بغلاف مالي قارب 40 مليون درهم، وقطاع الصحة بما مجموعه 37 مشروعا في مختلف جماعات الإقليم، بتكلفة مالية تقدر بحوالي 14 مليون درهم. وبخصوص التوزيع القطاعي للمشاريع المدرة للدخل، فقد شملت قطاعات الفلاحة 85 مشروعا والصناعة التقليدية 23 مشروعا، والتجارة 36 مشروعا. ورغم أهمية هذه الأرقام، سواء من حيث عدد المشاريع أو توزيعها على القطاعات، أو الاعتمادات المالية التي تم رصدها، فإن العديد من المشاريع شابتها اختلالات كبيرة، منها مشاريع لم تحظ بالدراسات اللازمة، وبالتالي خرجت إلى الوجود مشوهة، وأخرى أثبتت التجارب الميدانية عدم جدواها، خصوصا تلك المتعلقة بالمشاريع المدرة للدخل، إذ تشير معطيات، إلى أن مجموعة من المنتخبين، يلجؤون إلى تأسيس جمعيات للاستفادة من "كعكة" مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، علما أن المشاريع التي تم تقديمها من طرف هذه الجمعيات أثبتت عدم جدواها.