في خرجاتهم الأخيرة كثيرٌ من الإدانة والاستنكار ضدهم ولهم، وقليل من الصدق في كلامهم وفي حُكمهم.. نقصد بالحديث قيادات حزب العدالة والتنمية الحاكم؛ - عبدالإله بنكيران (رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق لحزب العدالة والتنمية): شيء مؤلم أن نرى "الحراكة" (المهاجرين غير الشرعيين الذين يغامرون بركوب البحر) بهذه الكثرة..هذا مؤشر على فشلنا الذريع ! - محمد يتيم (وزير الشغل والإدماج المهني والقيادي في الحزب): المغاربة يستطيعون أن يدبروا عيشهم ب "السميك" (أي الحد الأدنى للأجور). - مصطفى الخلفي (وزير العلاقات مع البرلمان الناطق الرسمي باسم الحكومة) ردا على الحراكة (المهاجرين غير الشرعيين): هناك فرص شغل هائلة في المغرب! ألا تخجلوا وترحلوا ؟! أنتم المسؤولون عن كل هذا الفشل الذريع الذي جعل الشباب المغربي يفقد الأمل في الحصول على عمل ويعيش عيشة تحْفظ له الحد الأدنى من الكرامة! أنتم المسؤولون.. لأنكم عندما تقدمتم إلى الناخبين في انتخابات 2012 راكبين على موجة الاحتجاجات الجارفة حينها، رفعتُهم شعارات براقة أوهمت الناس بأنكم بريق الأمل الذي كان ينتظرونه في وسط عتمة الخيبات التي راكمتها حكومات وأحزاب سبقتكم، فصدّقوكم وصوتوا عليكم، لكنكم مباشرة بعد حصولكم على المقاعد الوثيرة في الوزارات بالعاصمة، سُرعان ما استبدلتم تلك الشعارات بشعار "عفا الله عما سلف" (تصريح صريح قاله رئيس الحكومة وقتها عبدالإله بنكيران في إحدى المقابلات الصحافية)، فقرأه ذوو العقول النيرة منذ وقتها بأنه ثمن تواطؤكم المكشوف مع الفساد! أنتم المسؤولون عن الفشل الذريع، كما يؤكد بنكيران اليوم، لأنكم منذ تقلّدتم المسؤولية، عمِلتم ما بوسعكم على التبرير المسْبَق للفشل، وبدل أن تبحثوا عن بؤر الفساد في البلاد وبين العباد، لإنقاذ خزينة الدولة من الإفلاس، طفِقتم تبحثون عن كل السبل المؤدية إلى جيوب المواطن البسيط، فعمِلتم على الرفع من التضريب أفقيا وعموديا بالإكثار من تضريب السلع والخدمات ورفع أثمنتها، ورفعتم الدعم عن عديد المواد الأساسية، فارتفعت الأسعار وارتفعت الأصوات المطالبة بتطبيق المساواة، ليس في تقسيم ثروات البلاد طبعا، ولكن على الأقل في فرض الضرائب وسلب الناس أموالهم بمبرر المصلحة العليا للوطن ! أنتم المسؤولون.. لأنك أنت يا بنكيران شخصيا ومن ورائك رفاقك في الحزب ومريدوك، مَن تنصل مِن محاضر رسمية أمضاها سلفُكم عباس الفاسي تقتضي بتوظيف أفواج حاملي الشواهد العليا تِباعا، وقد شُرع فعليا في التوظيف، فضربْت، بين عشية وضحاها، عرض الحائط تلك المحاضرَ، وأجهضت حق المئات من الشباب في العمل، وهو الحق الذي حوّلتْه سياستك اللاشعبية من حلم إلى كابوس، واليوم تتحسر ..فيا لَلوقاحة !! أنتم المسؤولون، أيها البيجيديون، على جعل شباب المغرب يفضلون اليوم هذه الطريقة في الاحتجاج..وهي المخاطرة بركوب أمواج البحر، بعدما صار مجرد احتجاج صغير وغير حاشد في الشارع العام إن لم تُكسَر فيه الأضلع والسيقان وتُدغدغ فيه الرؤوس بعِصي قوات الأمن، فإن سنوات سجنٍ بالعشرات تكون في انتظارالمحتجين! أنتم المسؤولون عن الوضعية الكارثية التي تقر بها أنت يا بنكيران نفسك، وإنْ ليس حُبا في المغاربة ولكن فقط أملا في عودة قريبة للمنصب وفي محاولة يائسة لاستجماع الناس من بعدما انفضوا من حولك، بعدما عملتم كل ما بوسعكم لتكونوا التلاميذ النجباء لمؤسسات القروض الدولية فطبقتم أحسن تطبيق –وأسوأه بالأحرى- أوامرها بإغلاق مجال التوظيف في الوظيفة العمومية وحولتم مراكز تربوية كانت تُخرّج أساتذة إلى مجرد مراكز لتفريخ جيوش جديدة من العاطلين، تماما كما عملتم وتعملون على تضليل أبناء الشعب وتمويههم بالعمل بالتعاقد في قطاعات أخرى منها الصحة، بينما توزِّعون مناصب المسؤولية والعليا على مُريديكم وحوارييكم جِهارا نهارا ! أنتم المسؤولون لأنكم في الوقت الذي وعدتم فيه الناخب بالدفاع عن مصالحه والدفاع عن حقه في العيش الكريم، تحولتم وا أسفاه، إلى محامي الشيطان الذي يدافع عن الظالم وعن الباطل مع علمه علم اليقين بما يفعل! أنتم المسؤولون.. على كل هذا السخط وهذا التشاؤم الذي بات يستحوذ على الوعي الجماعي لفئات واسعة من أبناء الشعب، لأنكم رضيتم بالتواطؤ مع الفساد ومع ناهبي المال_العام.. وكل ذلك باسم الدين للأسف.. وباسم #مصالح_الوطن_العليا ! أنتم المسؤولون..فارحلوا عنا ! وانتهى الكلام ها هنا يا بنكيران وإخوته! [email protected] https://www.facebook.com/nourelyazid