أرخت العوائق التي يواجهها نظام المساعدة الطبية (Ramed)، ومُدارسة مدى تقدّم هذا الورش الذي شُرع في تطبيقه قبل ستِّ سنوات، بظلالها على أشغال الدورة الثامنة للمجلس الإداري للوكالة الوطنية للتأمين الصحي، المنعقدة بمقر الوكالة في الرباط. وزير الصحة أنس الدكالي، الذي ترأس الاجتماع، قال في كلمة بالمناسبة إنّ الانتظارات من نظام المساعدة الطبية، الذي أحدث من أجل توفير التغطية الصحية للفئات الفقيرة والمُعوزة، "لم تُنفّذ بشكل كامل"، مشيرا إلى أنّ وزارته تعمل على إعادة هيكلة هذا الورش، تماشيا مع التوجيهات الملكية المتعلقة بالحماية الاجتماعية التي حمَلها الخطاب الملكي الأخير بمناسبة عيد العرش. واعتبر الدكالي أنَّ توجيهات الملك محمد السادس ستكون حافزا ودافعا قويا لتسريع وتيرة معالجة الاختلالات والعوائق التي تعترض نظام المساعدة الطبية "راميد"، قائلا: "نحن تواقون لإصلاح الاختلالات التي تشوب هذا النظام، واليوم نحن معززون بهذا الدعم المؤسساتي لإصلاحه والاستمرار في تنزيل مقتضياته وإصلاح الاختلالات التي ظهرت مع تنفيذه". وبحسب المعطيات الرقمية التي قدمتها الوكالة الوطنية للتأمين الصحي، فقد بلغ عدد المواطنين المنخرطين في نظام المساعدة الطبية منذ إحداثه 11.8 مليون شخص، 51 في المئة منهم يقطنون في الوسط الحضري، و49 في المئة في الوسط القروي، وهو رقم يتجاوز الرقم المتوقع قبل الشروع في تنزيل مقتضيات النظام. وشدد وزير الصحة على أنّ المستفيدين من نظام المساعدة الطبية "راميد" يستفيدون من مختلف العلاجات، بما في ذلك العلاجات المتعلقة بالأمراض المزمنة، غير أنه أكد أنّ هذا النظام "بحاجة إلى تطوير لتجاوز الإكراهات التي تعترضه، وعلى رأسها التمويل والحَكامة"، على حد تعبيره. من جهته، قال نوفل المهلوف، مدير الاتفاقيات والمقاييس، إن الاختلالات التي يعرفها نظام المساعدة الطبية تتعلق أساسا بالتمويل والحكامة، مشيرا إلى أنَّ الدورة الثامنة للمجلس الإداري للوكالة الوطنية للتأمين الصحي أوصت بتسريع وضع هيئة خاصة لتدبير هذا النظام لتجاوز الاختلالات التي يعاني منها. من جهة ثانية، قال المهلوف إنَّ نظام المساعدة الطبية "راميد" مكّن، منذ تعميمه، من تحسين الخدمات المقدمة للمستفيدين منه؛ إذ أصبح بإمكانهم إجراء عمليات جراحية باهظة التكلفة، وحتى عمليات زراعة الأعضاء، والاستشفاء في المستشفيات الجامعية التي تتوفر على معدّات طبيعة عالية الجودة.