اعتبرت هيئة حقوقية إقامة حديقة عمومية بمدخل القسم الجنوبي لمدينة تامنصورت الواقعة بضواحي مراكش تحت أسلاك للكهرباء ذات الضغط العالي، دون مراعاة للخطر الكبير الذي قد يسببه هذا المشروع على حياة المواطنات والمواطنين، دليلا واضحا على ما وصفته ب"السياسة العشوائية وسوء التدبير". فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان نبّه، في البلاغ الذي توصلت به هسبريس، إلى أن هذه الحديقة "تعرض حياة الغير للخطر"، وحمّل التنظيم الحقوقي المذكور "السلطات والمكتب الوطني للكهرباء وجماعة حربيل تامنصورت نتائج أي كارثة تنتج عن هذا الوضع". وطالبت الوثيقة نفسها السلطات ب"ضمان سلامة السكان عبر تغيير مسار أعمدة التوتر العالي خارج المجال الحضري لمدينة تامنصورت ودوار ايت مسعود، سواء في الوقت الحالي أو مستقبلا"، منبهة إلى "أن منطقة حربيل تامنصورت معروفة بهبوب الرياح القوية والعواصف الرعدية". ودعت الهيئة المذكورة إلى اعطاء "الأولوية للمساحات الخضراء المهجورة على امتداد الطريق الوطنية رقم 7 وحدائق النخيل المحاذية لتجزئة دار رزق والشطر 8 التي تعتبر نقطة سوداء وقاعدة لانطلاق العمليات الإجرامية لشساعة مساحتها وغياب الإنارة العمومية بها وخلق فضاءات أخرى بباقي أشطر القسم الشمالي من المدينة الذي يعاني أكثر من غيره من التهميش والاقصاء"، بتعبيرها. في المقابل، نفى إسماعيل البرهومي، رئيس المجلس الجماعي لجماعة حربيل تامنصورت، أن تكون الجماعة بصدد إنجاز حديقة أو متنزه بالمنطقة المذكورة وفق ما جاء في البلاغ الصادر عن AMDH. وأوضح المسؤول الجماعي، في تصريح لجريدة هسبريس، "أننا على وعي بخطورة هذه الأسلاك ذات الضغط العالي، التي كانت قبل إحداث هذه المدينةالجديدة"، مشيرا إلى أن هذا المجال يعج بالأعشاب التي تشكل فضاء للحشرات السامة. وأورد البرهومي أن "السكان القاطنين بهذه المنطقة إذا أرادوا تجاوز الطريق لقضاء أغراضهم عليهم قطع مسافة طويلة، لتفادي هذه الأعشاب؛ ما جعلنا نتدخل ونلزم مؤسسة العمران بإزالة العشب وأشجار عشوائية، وغرس شجيرات وإحداث ممرات تسهل على السكان التنقل"، لافتا إلى أن "تحويل هذه الأسلاك ذات التوتر العالي من اختصاص المكتب الوطني للكهرباء".