خلّفت الفيضانات التي اكتسحت مجموعة من مقاطعات مدينة الدارالبيضاء، خاصة مقاطعة عين الشق، بسبب الأمطار التي تهاطلت منذ يومين على العاصمة الاقتصادية، تذمرا واضحا داخل أوساط المنتخبين والسكان، الذين صبوا جام غضبهم على شركة "ليدك"، صاحبة عقد التدبير المفوض لخدمات توزيع الماء الشروب والكهرباء والتطهير السائل في المدينة ذاتها. وتساءل مجموعة من المنتخبين بمجلس مدينة الدارالبيضاء عن جدوى استمرار عقدة التدبير المفوض لشركة "ليدك"، في ظل تكرار مشكل الفيضانات مع تسجيل أولى التساقطات المطرية كل سنة. وقال عضو منتخب بمجلس مدينة الدارالبيضاء إن الشركة المفوض لها تدبير خدمات توزيع الماء الشروب والكهرباء والتطهير السائل أثبتت مرة أخرى أنها لا تتحلى بروح المسؤولية في التعامل مع مجموعة من القضايا؛ بما فيها موضوع تكرار الفيضانات، التي تلحق أضرارا كبيرة بممتلكات السكان. وأشار العضو نفسه، الذي تحدث إلى جريدة هسبريس، إلى أن المسؤولية تفرض على "ليدك" صيانة مجاري الواد الحار، خاصة بالأحياء الشعبية، خلال فصل الصيف، وليس انتظار تهاطل الأمطار لتسجيل حضورها المتأخر. واعتبر المستشار الجماعي أن الشركة المفوض لها تدبير خدمات توزيع الماء الشروب والتطهير وتوزيع الكهرباء تفضّل تقديم عروض وردية للمستشارين، كما فعلت منذ أيام لتقديم مخططاتها لمواجهة الفيضانات في الدارالبيضاء؛ غير أنها بعدها بأيام قليلة نجدها عاجزة عن تجنيب سكان الأحياء الشعبية مآسي هذه الكوارث الناجمة عن تهاون "ليدك". وانتقد مجموعة من أعضاء مجلس مدينة الدارالبيضاء تعمد شركة "ليدك" الرمي بكرة المسؤولية للسكان، التي تقول إنهم يتسببون في غلق المجاري، في محاولة منها للتنصل من الموضوع. وتقول شركة "ليدك" إنها قامت، خلال فصل الصيف، ب"مجهودات جبارة" لتنقية الرواسب العالقة في بالوعات الصرف الصحي في العديد من الأحياء، في الوقت نفسه الذي تتوجه أصابع الاتهام إلى "سكان الأحياء الشعبية الذين يحاولون التخلص من الرائحة وحشرات مثل الصراصير تتسلل من البالوعات باتجاه منازلهم بغلقها بالبلاستيك أو الإسمنت؛ وهو ما يجعل تصريف مياه الأمطار أمرا غير ممكن بالنظر إلى التساقطات الاستثنائية التي هطلت على المدينة"، وهو ما يعتبره المنتخبون أمرا غير مقبول وغير حقيقي.