مازالت فُصُولُ الأزمة بين بريتورياوالرباط تَبُوحُ بمزيد من الأسرار، بَعْدَ أنْ وَصَلَتْ أجواء البرودة الدبلوماسية بين البلدين إلى أعلى مُستوياتها؛ ما حالَ دون إتمام صفقة بيع شركة "سَهام للتأمين" لشريكها الجنوب الإفريقي "سانلام"، والذي يشتغل في مجال التأمين في القارة السمراء، إلى حدود اليوم. وتطمحُ شركة "سانلام" إلى أن تصبح مالكة لجميع الأسهم في "سَهام فينانس" بنسبة 100 في المائة، بعدما كانت في السابق تملك 46،6 في المائة، وبالتالي ستستحوذ على جميع الفروع التابعة للشركة في القارة الإفريقية. لكن عودة أجواء التوتر الدبلوماسي بين المغرب وجنوب إفريقيا عرقلت المصادقة النهائية على عملية التفويت. وتُبرّرُ الرباط التأخر في إتمام الصفقة بين شركة "سهام" المغربية لمالكها مولاي الحفيظ العلمي، وشركة "سانلام"، أحد عمالقة الاقتصاد المقربة من الدوائر الحاكمة بجنوب إفريقيا، بكون الصفقة تهم الشركة الإفريقية ومساطر إتمام البيع الدولي. لكن الرئيس التنفيذي لشركة التأمين الجنوب إفريقية "سانلام"، إيان كيرك، أرجع هذا التأخر إلى "التوتر السياسي بين الرباطوبريتوريا". ويضيف المدير التنفيذي للشركة الجنوب الإفريقية أن "هناك تجاذباً سياسياً ودبلوماسياً قوياً بين النظامين المغربي والجنوب إفريقي يؤدي إلى مزيد من التأخر في وضع اللمسات الأخيرة على شراء الأسهم المتبقية في سهام"، مورداً أن "التوتر الدبلوماسي بين بريتورياوالرباط مازال يؤخر الانتهاء من الاستحواذ على المجموعة المغربية "سهام للتأمين"". وأورد المسؤول الجنوب الإفريقي: "من المهم أن تكون لدى المغرب وجنوب إفريقيا علاقات دبلوماسية وثيقة. في العام الماضي كان هناك بعض التقدم، ولكن هذه السنة شهدت العلاقات بين البلدين أزمات متفاوتة"، قبل أن يعبر عن أمله في أن تتم هذه الصفقة في أقرب وقت ممكن، قائلاً: "مازلنا مقتنعين بأنه حتى لو كان هناك تأخير فسننجح؛ لأن الاتفاق يحظى بقبول جميع الأطراف". يشار إلى أن مجموعة "سانلام" مدرجة في بورصة جوهانسبورغ، وهي مجموعة عملاقة تقدم خدمات التأمين في القارة الإفريقية، وتقدر قيمتها السوقية ب16 مليار دولار، وتطمح إلى تعزيز موقعها في القارة بعد عملية شراء سهام للتأمين من المجموعة المغربية. وكانت "سَهام للتأمين" أعلنت توسعها في القارة الإفريقية منذ سنة 2010، وباتت اليوم متواجدة في 26 بلداً من خلال 35 شركة تأمين. كما كان لمجموعة "سهام" الفضل في جذب ما يقارب 1،7 مليارات دولار من الاستثمارات الأجنبية بالمغرب منذ سنة 2012؛ ويرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى الشراكة بينها وبين العملاق "سانلام". ورغم عودة العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الرباط بعد عشر سنوات من القطيعة، تواصل جنوب إفريقيا، مساندتها للجبهة الانفصالية "البوليساريو"، إذ أشارت مصادر صحفية إلى أن التوتر الدبلوماسي بين جنوب إفريقيا والمغرب اشتعل من جديد جراء موقف بريتوريا من الصحراء ورفضها دعم ترشح المملكة لتنظيم كأس العالم 2026.