انخرط عدد من نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" بمدينة سيدي بنور، طيلة الأسابيع الماضية، في حملة غير معلنة للتنبيه إلى تزايد أعداد الكلاب الضالة واحتلالها أغلب شوارع وأزقة المدينة. ويعمل المتفاعلون مع "الحملة الفيسبوكية" على التقاط صور مختلفة للكلاب الضالة، بما يشبه التنافس في نشر الصور وتذييلها بتعليقات متهكّمة، من أجل التعبير عن استيائهم من انتشار هذه الحيوانات أمام صمت المسؤولين عن تدبير الشأن المحلي بالمدينة. وأثارت الصور المنشورة، خاصة تلك التي يظهر فيها التنقل الجماعي للكلاب الضالة، والأخرى التي التُقطت خلال مرحلة التزاوج بين الكلاب، موجة من الاستنكار في صفوف ساكنة المنطقة التي استغربت عجز السلطات المحلية والمنتخبة عن حل المشكل. هشام النوري، فاعل جمعوي بسيدي بنور، أوضح أن "انتشار الكلاب الضالة راجع إلى مجموعة من الأسباب، من ضمنها تراكم الأزبال وعدم إفراغ الحاويات باستمرار، خاصة خلال الأيام التي أعقبت عيد الأضحى؛ إذ صار غذاء الكلاب متوفرا في كل مكان". وأضاف المتحدث أن "أعدادا كبيرة من الكلاب القادمة من الدواوير المجاورة تقضي ليلها ونهارها متنقلة بين أزقة وشوارع المدينة، وتجد كامل راحتها تحت ظلال أشجار الحدائق، متسببة في تهديد سلامة السكان من جهة، وتشويه المنظر العام للمدينة من جهة أخرى". وأكّد هشام النوري، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "السلطات كانت تنظم، في سنوات ماضية، حملات لإبادة الكلاب الضالة، لكنها في الفترات الأخيرة غضت الطرف عن هذا المشكل الذي يزداد استفحالا يوما بعد يوم". وقال:"ما يثير الاستغراب هو تنقل جحافل الكلاب الضالة بمختلف الأحياء السكنيةواتخاذها في كثير من الأحيان أبواب الإدارات العمومية، بما فيها الباشوية والمؤسسات الكبرى بالمدينة، أماكن للراحة والتزاوج، دون أن يثير الأمر لدى المسؤولين أي دافع للتحرك ووضع حد للظاهرة". وطالب الفاعل الجمعوي ذاته السلطات المنتخبة والمحلية بضرورة "التفاعل العاجل والجدي مع مطالب الساكنة، سواء بقتل الكلاب الضالة أو جمعها في مراكز لرعاية الحيوانات، أو اعتماد أي حل آخر يراه المسؤولون مناسبا لحل هذه الإشكالية التي باتت تنغّص على السكّان حياتهم".