في الأول من شتنبر 1939، احتلت القوات الألمانية بولندا، لتدق بذلك طبول الحرب العالمية الثانية، التي خلفت آثارا كارثية في تاريخ البشرية جمعاء. تلك الحرب شهدت ملايين الضحايا بين قتيل وجريح، في ميادين القتال ومعسكرات الاعتقال الجماعي وضحايا القنبلتين الذريتين اللتين ألقتهما الولاياتالمتحدةالأمريكية على مدينتي هيروشيما وناكازاكي اليابانيتين. اندلعت الحرب العالمية الثانية لعدة أسباب، منها التسويات التي انتهت بها الحرب العالمية الأولى التي غيرت رسم خريطة العالم، وخاصة أوروبا، والمعاهدات العقابية المفروضة على ألمانيا، ولاسيما معاهدة فرساي عام 1919، التي كانت مجحفة في حقها من الناحية الاقتصادية والعسكرية؛ إلى جانب وصول الحزب النازي برئاسة أدولف هتلر إلى الحكم، يناير 1933، وطموحه إلى إلحاق أوروبا بألمانيا، والفاشية بإيطاليا في أكتوبر 1922، والتي على الرغم من خروجها منتصرة في الحرب العالمية الأولى إلا أنها لم تحقق ما كانت تصبو إليه من سيطرة على عدة مناطق إستراتيجية في منطقة البلقان. ومع اندلاع الحرب انقسم العالم إلى محورين، ضم الأول دول الحلفاء: بريطانيا العظمى والاتحاد السوفيتي وفرنسا والصين والولاياتالمتحدةالأمريكية، وعلى الجبهة الأخرى دول المحور: ألمانيا وإيطاليا ولاحقا اليابان. انضمت اليابان إلى دول المحور لرغبتها في طرد الدول الأوروبية من مستعمراتها في الدول الآسيوية، وبهجومها على القطع البحرية الأمريكية في ميناء "بيرل هاربر" بالمحيط الهادي في دجنبر 1941 مغرقة أكثرها، دخلت واشنطن بشكل رسمي في الحرب إلى جانب الحلفاء. الأكثر دموية في تاريخ البشرية بلغ عدد الجنود المشاركين في الحرب العالمية الثانية، سواء من دول المحور أو الحلفاء، أكثر من 70 مليون جندي، لتكون الحرب الأكثر حصدا للأرواح في تاريخ الإنسانية. استمرت الحرب 6 سنوات، حصدت خلالها حياة أكثر من 60 مليون إنسان بين جندي ومدني، أي 3 بالمائة من تعداد سكان الكرة الأرضية في أربعينيات القرن الماضي، الذي كان يبلغ 2.3 مليارات نسمة. وعند إضافة الذين فقدوا حياتهم بسبب الأمراض والمجاعة نتيجة الحرب، يرتفع عدد القتلى إلى 80 مليون إنسان. كما تسببت الحرب في تهجير الملايين من منازلهم، وعلى رأسهم اليهود في عدة دول أوروبية، بسبب السياسات العنصرية للنازية الألمانية. كما أجبرت الحرب المدنيين في بولندا وفنلندا ودول البلطيق وصربيا والمجر على النزوح واللجوء. وفي سنوات دخول الولاياتالمتحدةالأمريكية الحرب أجبر 127 ألف مواطن أمريكي من أصل ياباني على العيش في معسكرات اعتقال، وفقد ألف و800 ياباني على الأقل حياتهم فيها، بسبب سوء المعاملة والعنف وسوء التغذية. معسكرات الاعتقال والإبادة تلك المعسكرات التي أنشأها النازيون في عدة دول هي أحد أسوأ الآثار التي تركتها الحرب العالمية الثانية في تاريخ الإنسانية. أكبر هذه المعسكرات كان معسكر "أوشفيتز- بيركينو" في بولندا، الذي قُتل 1.1 مليون من أصل 1.3 ملايين شخص أرسلوا إليه. أُجريت اختبارات على البشر في معسكرات الاعتقال النازية، وأُحرقت جثث الموتى في الأفران، وفي إطار تطبيق السياسات التي تدعم "تفوق العرق الألماني"، قُتل الملايين من المنتمين إلى الأعراق الأخرى، وعلى رأسهم اليهود. وخلال الحرب ذاتها قُتل أكثر من 6 ملايين يهودي، في ما اصُطلح على تسميته بعد ذلك ب"الهولوكوست"؛ ووافقت الأممالمتحدة على هذا المصطلح. السلاح النووي ألقت الولاياتالمتحدةالأمريكية قنبلة نووية على مدينة هيروشيما اليابانية في 6 غشت، وأخرى على مدينة ناغازاكي في 9 غشت 1945، ما تسبب في مقتل وإصابة وتشوه مئات الآلاف من الأشخاص. دمرت القنبلة التي ألقيت على هيروشميا 70% من المدينة، وقتلت في لحظاتها الأولى 80 ألف شخص. وبنهاية عام 1945 وصل عدد ضحاياها إلى 140 ألف قتيل؛ فيما تسببت القنبلة التي أطلقت على مدينة ناغازاكي في استسلام اليابان، وتسبب تأثيرها في مقتل حوالي 74 ألف شخص. وفي السنوات التالية لإلقاء القنبلتين توفي قسم كبير من السكان في المناطق القريبة، نتيجة إصابتهم بالسرطان الناجم عن الإشعاع . واستمر تأثير القنبلتين لسنوات عديدة بعد الحرب، إذ أصيب العديد من الأشخاص بأنواع مختلفة من الإعاقات وبالسرطان نتيجة تأثيرهما. المجاعات والأمراض تسببت الحرب كذلك في المجاعات والأمراض التي تضرر منها المدنيون، وأصيب آلاف الأشخاص بالإعاقة وبالصدمات النفسية. وفيما واجه الجنود اليابانيون والأمريكيون في جبهة المحيط الهادي الملاريا، أصيب مئات الجنود في جبهات أوروبا وإفريقيا الشمالية بالتيفوئيد. 2 شتنبر.. تاريخ نهاية الحرب انتهت الحرب التي دارت بين دول المحور بقيادة ألمانيا وإيطاليا واليابان، ودول الحلفاء بقيادة بريطانيا وفرنسا والولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي، على الأراضي الأوروبية، باستسلام النازيين في 8 ماي 1945. إلا أن الحرب استمرت على جبهة المحيط الهادئ، نتيجة رفض اليابان للاستسلام. وبعد تسبب القنبلتين النوويتين اللتين ألقتهما الولاياتالمتحدة على اليابان في مقتل 150 ألف شخص، وافقت اليابان على الاستسلام، لتنتهي الحرب العالمية الثانية في جميع أنحاء العالم في 2 شتنبر 1945.