تناقلت القنوات اليابانية مشاهد حية التقطها مصورو الجيش السوفيتي لما خلفته الضربة الذرية الأمريكية لهيروشيما وناغازاكي اليابانيتين وما نجم عنها من دمار شامل لم يعرفه التاريخ. ويصوّر التسجيل الذي التقطته الكاميرات السوفيتية بعد زهاء شهر على الضربة، آثار الدمار الذي حل بالمدينتين، ليرى الشعب الياباني والعالم بأم العين وللمرة الأولى، ما وثقته عدسات موسكو، وما تركته قنبلتا واشنطن اللتان جعلتا المدينتين المنكوبتين أثرا بعد عين، ودثرتا مئات آلاف المدنيين فيهما في ومضة. التسجيل المذكور، بقي قيد الحفظ في الأرشيف السوفيتي، وبعده الروسي، حتى بادر سيرغي ناريشكين رئيس مجلس الدوما الروسي، وفي إطار نشاط التعاون البرلماني والإنساني لتطوير العلاقات بين موسكووطوكيو، بتسليمه إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في يونيو الماضي. الولاياتالمتحدة، والتي أقدمت على قصف المدنيين المدينتين اليابانيتين المذكورتين بهذا السلاح الرهيب في سابقة كانت الأولى والأخيرة من نوعها منذ حدوثها، أكدت أن خطوتها هذه جاءت لإرغام طوكيو على الاستسلام السريع، وعدم إطالة أمد الحرب معها، فيما يشير جميع خبراء التاريخ والعلوم العسكرية إلى أن الحرب العالمية الثانية كانت قد شارفت حتى حينه على الانتهاء، الأمر الذي لم يسوّغ لواشنطن أبدا اتخاذ خطوة كهذه. وأودت القنبلة التي تلقتها هيروشيما في ال6 من غشت 1945 بحياة ما بين 70 و100 ألف نسمة، فضلا عن إصابة آلاف آخرين بأذى الإشعاع الذي أدى في أوقات لاحقة إلى وفاتهم جراء أمراض وحروق ومعاناة مزمنة وآلام وتشوهات، حتى وصل إجمالي عدد ضحايا المدينة المنكوبة حسب إحصاءات غشت 2015 إلى 297 ألفا و684 شخصا. أما قنبلة ناغازاكي، فقد حصدت في لمحة، أرواح زهاء 70 ألف مدني، حتى بلغت الحصيلة الإجمالية للقتلى طبقا لآخر الإحصائيات الرسمية اليابانية 165 ألف نسمة. تجدر الإشارة إلى أن الحرب العالمية الثانية، التي تسميها روسيا «الحرب الوطنية العظمى»، كانت قد وضعت أوزارها بالكامل عشية ال9 من مايو/أيار 1945 بعد إعلان حكومة ألمانيا النازية استسلامها غير المشروط في أعقاب اقتحام الجيش الأحمر عاصمة الألمان، وإسقاط رايات هتلر من على دار البرلمان الرايخستاغ، ورفع العلم الأحمر معلنا بذلك دحر ألمانيا ونهاية الحرب.