صادق مجلس جهة العيون الساقية الحمراء بإجماع كافة أعضائه الحاضرين، خلال دورة استثنائية عقدت أمس الأربعاء، على دعم الاتفاق الجديد للصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وخصصت الدورة الاستثنائية للمجلس جهة العيون الساقية الحمراء سالف الذكر، التي ترأسها سيدي حمدي ولد الرشيد رئيس الجهة والتي حضرها على وجه الخصوص محمد يحضيه بوشعاب والي جهة العيون الساقية الحمراء وعامل إقليمالعيون، لدراسة وقع تجديد اتفاق الصيد البحري بين المغرب والاتحاد الأوروبي على الجهة. وفي هذا الصدد، بسط سيدي حمدي ولد الرشيد، في كلمته ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة الاستثنائية المنعقدة بمقر الهيئة ذاتها، الأهداف والرهانات الجوهرية من تجديد اتفاقية الصيد البحري وانعكاساتها الحيوية على التنمية بالمنطقة، مشددا على أهمية كسب هذه المعركة السياسية والتنموية التي تحاك من لدن خصوم الوحدة الترابية للمملكة. وحذّر ولد الرشيد من رهن المنطقة بالمجهول وتعطيل أوراشها الكبرى المفتوحة بسبب تداعيات المؤامرات الحثيثة التي تروم تعطيل الاتفاق، مبرزا المكاسب النوعية لتجديد البروتوكول في التكريس للوحدة الترابية والسيادة الوطنية على المياه الإقليمية للصحراء، مؤكدا تمسك الاتحاد الأوروبي بتجديد الاتفاق الاقتصادي، تعزيزا للشراكة الإستراتيجية التي تجمع الرباط وبروكسيل. رئيس جهة العيون الساقية الحمراء شدد، في ختام كلمته، على حتمية ربح هذه المعركة السياسية وقطع الطريق على خصوم ومناوئي مصالح المملكة، الذين يحاولون الزج بالقضاء الأوروبي لمعاكسة المجهودات التي تبذلها الدولة في تنمية الأقاليم الجنوبية. وبهذه المناسبة، أكد مجلس جهة العيون الساقية الحمراء تشبثه بالشراكة الاقتصادية التي تجمع المملكة المغربية والاتحاد الأوروبي في مجال الصيد البحري، معبراً عن تحمسه للانخراط فيها بجدية وصدق، بما يضمن الحفاظ على الموارد البحرية واستدامتها. وأعلن المجلس دعمه للجهود الدبلوماسية الرسمية من خلال مواكبة الفاعلين السياسيين الجهويين والجماعات الترابية بالجهة لهذه العملية، وتيسير تسهيل ولوج المنتجات المغربية بشروط تفضيلية. وفي هذا الصدد، أشار المجلس إلى أن الاستفادة من العائدات المالية للاتفاقية تقتضي توظيف التطور التكنولوجي، للنهوض بتثمين وتحويل منتجات الصيد البحري بما يعود بالنفع على الساكنة، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة دعم التكوين المستمر ورفع القدرات خاصة في مجال الصناعات البحرية. كما دعا المجلس إلى الرفع من القيمة المالية للدعم القطاعي من الاتحاد الأوروبي، في إطار تجديد الاتفاقية المخصصة لجهة العيون، والتي تبقى ضعيفة مقارنة مع حجم التحديات والرهانات المطروحة على الجهة. وفي سبيل تعميق النقاش حول هذه القضية الحيوية، شرّع سيدي حمدي ولد الرشيد الباب أمام مداخلات أعضاء المجلس، الذين وجهوا عدة أسئلة مختلفة، تركزت بالأساس حول استفادة الساكنة وانعكاسها على التشغيل والتنمية بالمنطقة عموما، ليقدم رئيس جهة العيون الساقية الحمراء إجابات شافية رفعت اللبس الذي ظل يكتنف بعض جوانب الاتفاقية، مشددا على أهمية تجديدها وحتمية انعكاسها على الساكنة والمنطقة بشكل عام.