أشرف الأربعاء وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، عزيز أخنوش، على تنصيب إسماعيل أبو الحقوق عاملا جديدا على عمالة إنزكان آيت ملول، خلفا لعبد الحميد الشنوري، الذي عُين على رأس عمالة خريبكة. وحضر حفل التنصيب أحمد حجي، والي جهة سوس ماسة، والمنتخبون وشخصيات قضائية ومدنية وعسكرية. عزيز أخنوش قال في كلمة توجيهية خلال حفل تنصيب العامل الجديد لعمالة إنزكان آيت ملول إن "هذا التعيين المولوي يأتي من أجل إعطاء نفس جديد للإدارة الترابية لهذه العمالة، حتى تتمكن من التنزيل الفعلي والسليم لإستراتيجية المملكة وسياستها، خصوصا في ما يتعلق باللاتمركز الإداري لبلوغ هدف أسمى هو التنمية الشاملة وتحسين المؤشرات الاجتماعية وظروف عيش المواطنين والمواطنات". وأضاف المسؤول الحكومي أن "عمالة إنزكان آيت ملول، على غرار العديد من جهات المملكة، شهدت خلال العقدين الأخيرين مجموعة من المنجزات الهامة وفي عدة ميادين ومجالات؛ إلا أن هذه المكتسبات على أهميتها تبقى غير كافية، لاسيما في المجال الاجتماعي، ما يُحتم الاهتمام أكثر بهذا الجانب"، وزاد: "وعيا بهذه التحديات أبى جلالة الملك إلا أن يُعطي تعليماته السامية قصد انكباب الجميع على الورش الجديد للنموذج التنموي الوطني، وذلك في عدة مناسبات، أكد خلالها جلالته على ضرورة إيلاء الجانب الاجتماعي أهمية قصوى في جميع المشاريع التنموية وفي مختلف ربوع المملكة". "شكل خطاب العرش ليوم 29 يوليوز، بمناسبة ذكرى تربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، خارطة طريق واضحة لتنزيل نموذج تنموي متجدّد، أساسه النهوض بمختلف المؤشرات التي تسمح بتحسين ظروف عيش المواطنين والمواطنات، بمختلف الجهات، وتفعيلا للمبادئ الأساسية للعدالة الاجتماعية والمجالية. وقد سطّر جلالة الملك مجموعة من المستويات للتدخل العاجل والفعلي، عبر رزمة من الإجراءات ذات الطابع الاجتماعي؛ وذلك أساسا من خلال تقوية برامج دعم التمدرس ومحاربة الهدر المدرسي، وإعادة النظر بشكل جذري في المنظومة الصحية، التي تعرف ضعفا في التدبير وغيابا للحكامة، وإطلاق المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية؛ وذلك بتعزيز مكاسبها من أجل إطلاق جيل جديد من المبادرات المدرة للدخل ولفرص الشغل"، يقول عزيز أخنوش. واعتبر عزيز أخنوش أن "عمالة إنزكان آيت ملول، بالنظر إلى مؤهلاتها الاقتصادية والبشرية الهائلة، في أمس الحاجة إلى نقلة نوعية في مجال الاستثمار ودعم القطاع الإنتاجي وتنفيذ برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية؛ والهدف من ذلك خلق فرص الشغل المنتج والمستدام والضامن للكرامة"، مردفا: "كما أن الطاقات البشرية الواعدة التي تزخر بها هذه العمالة تقتضي وضع قضايا الشباب في صلب النموذج التنموي الجديد. كما يجب على جميع المتدخّلين توحيد الجهود لتحفيز الشباب على التشبع بروح المبادرة وخلق المقاولات الصغرى والمتوسطة ذات الطابع الاجتماعي، إضافة إلى دعم كل مبادرات التشغيل الذاتي. كذلك أصبح تجديد وتحديث الإدارة المغربية، إن على الصعيد المركزي أو الترابي، ضرورة ملحة، بالنظر إلى مدى إسهامها في تحقيق العدالة الاجتماعية والاقتصادية وتحسين مؤشرات التنافسية وجذب الاستثمارات وتوفير فرص الشغل المستدامة؛ ولأجل ذلك فإن الإدارة مدعوّة اليوم إلى تقديم خدمة عمومية ذات جودة عالية، والرفع من فعّاليتها، وذلك من خلال إعداد أجيال صاعدة من القيادات الإدارية الكُفأة وذات التكوين العالي، مع ضرورة التحلي بروح المسؤولية والتسلح بمؤهلات التخطيط الإستراتيجي والقدرة على تدبير المشاريع". وتابع عزيز أخنوش ضمن كلمة بمناسبة تنصيب العامل الجديد لعمالة إنزكان آيت ملول: "في إطار السياقات المذكورة، أراد صاحب الجلالة أن يعطي نفسا جديدا للإدارة الترابية بهذه العمالة، فتفضل جلالته بتعيين إسماعيل أبو الحقوق عاملا على عمالة إنزكان آيت ملول. وما من شك أن المسار الإداري للعامل الجديد وما يحمله من قيم الوفاء للوطن وللعرش، إضافة إلى ما يتحلى به من خصال الاستقامة والنزاهة وحس عال بالمسؤولية وتغليب الصالح العام، سيكون له بالغ الأثر في قدرته على أداء مهامه على أحسن وجه وتنزيل السياسات العمومية؛ وأدعوه إلى العمل على تأهيل المجال الترابي، والإشراف على تنفيذ برامج الحكومة والمواكبة الجيدة للمشاريع التنموية، خصوصا منها تلك التي تكتسي طابعا اجتماعيا، وفق مقاربة تشاركية مع مختلف الفاعلين المحليين والمصالح الخارجية".