أمواج بشرية بيضاء جابت شوارع العاصمة الرباط صباح اليوم الأربعاء، انطلاقا من ساحة باب الأحد تجاه مقر وزارة التربية الوطنية، امتثالا لمضامين بلاغ "التنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد"، الجامع لآلاف الأساتذة رفقة بعض الوجوه النقابية، للمطالبة ب"إسقاط التعاقد ودمجهم في نظام الوظيفة العمومية وإعادة الأساتذة المرسبين والمطرودين إلى فصول الدراسة". المسيرة انطلقت على الساعة 11 صباحا، وتدخل ضمن برنامج نضالي أعلنه الأساتذة المتعاقدون، "يتخلله مبيت أمام وزارة أمزازي، فضلا عن أمسيات ثقافية وفنية، عبارة عن عروض مسرحية وأغان ملتزمة في اليوم الأول؛ ثم يختتم البرنامج التصعيدي بوقفة احتجاجية غدا الخميس". ورفعت في المسيرة، التي جاءت بأساتذة من أقاليم قصية مثل زاكورة والداخلة وأكادير ووجدة، شعارات قوية منددة ب"سياسة التعاقد والتخلي عن الوظيفة العمومية، ووضع رجال ونساء التعليم في وضع هش في علاقتهم بإدارة المؤسسة وبزملائهم الأساتذة وتلاميذهم"، مثل "علاش جينا وحتجينا ..التعاقد لي مبغينا"، و"الأستاذ اليد في اليد لإسقاط التعاقد"، و"سوا اليوم سوا غدا الإدماج ولابدا". محمد الكاسمي، عضو المجلس الوطني للتنسيقية الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد، أكد أن "الشكل التصعيدي المتمثل في الاعتصام ليومين أمام وزارة التربية الوطنية، وأمام البرلمان، هو استمرار لكل الأشكال التصعيدية التي باشرتها التنسيقية منذ مدة من أجل إسقاط مخطط التعاقد، وذلك بعد أن أثبتت سنتان من الاشتغال وفقه فشله". وأضاف الكاسمي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الهدف من التعاقد هو خلق هشاشة في صفوف رجال ونساء التعليم، وكذا بث نوع من التمييز السلبي بين أستاذ مُرسم وآخر فرض عليه التعاقد"، مشيرا إلى أن "التنسيقية تطالب الحكومة بفتح حوار جدي ومسؤول يُنهي معاناة الأساتذة، ويلغي بشكل نهائي مخطط التعاقد". وأردف المتحدث بأن "الحكومة ومن خلالها الوزارة الوصية مطالبة بإرجاع جميع الأساتذة المرسبين والمطرودين إلى أقسام الدراسة"، مسجلا أن "التنسيقية الوطنية مستقلة تنظيميا، لكنها منخرطة في التنسيق مع مختلف المركزيات النقابية، دون إغفال أنها الممثل الشرعي والوحيد للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد". وفي السياق ذاته قال عبد الكريم أوزرواطة، أستاذ مرسب من فوج 2018 جهة الشرق، إنه "رسب بسبب عدم استيفائه مجزوءة واحدة؛ كما أن في جهات أخرى يتواجد أساتذة رسبوا في أكثر من مجزوءة، دون أن يتوصلوا إلى حدود اللحظة بأي تفسير حول حالتهم، وإمكانية توظيفهم من عدمها". وأكمل أوزواطة، في تصريح لهسبريس، بأنه "اعتصم في جهة الشرق لمدة شهر دون الحصول على جواب، ودون التمكن من حقه في دورة استثنائية، كما حظيت به الأفواج السابقة المرسمة"، مطالبا الوزارة وأكاديمية جهة الشرق بضرورة معالجة الأمر "الذي يضر الأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد جميعا".