أثناء موسم الحج، يرمي الحجاج الجمرات، على مدار أيام التشريق الثلاثة، بدءاً من الجمرة الصغرى فالوسطى ومن ثم الكبرى، بين زوال الشمس والمغرب. ثم يستكملون فيما بعد باقي مناسك الركن الخامس في الإسلام. وذكر أهل العلم والدين أن الحكمة من رمي الجمرات هي إهانة الشيطان وإذلاله وإرغامه وإظهار مخالفته، حيث جاء في السيرة أن النبي إبراهيم جاءه إبليس ليصده عن ذبح إسماعيل، فرماه بسبع حصوات في هذه الأماكن التي يقوم الحجاج فيها برمي الجمرات. ويتساءل كثيرون عن مصير تلك الحصوات والجمرات بعد انتهاء الحج، خاصة أن نحو 1.9 مليون حاج يؤدون الفريضة سنوياً، أي أنه يتم إلقاء ما يقرب من 14 مليون حصوة على الأقل في ركن رمي الجمرات خلال فريضة الحج. في الواقع هناك جهود كبيرة تبذل وبأدق التفاصيل من أجل التخلص من تلك الجمرات، وتتعامل أمانة منطقة مكةالمكرمة سنوياً مع نحو 1000 طن من حصى رماة الجمرات أثناء تأديتهم فريضة الحج. فعلى عمق 15 متراً تحت جسر الجمرات، يوجد قبو تحصل فيه عملية جمع وتخزين وفرز ونقل الجمرات عقب استخدامها من قبل الحجاج. القبو يشهد عمليات دقيقة تنفذها 3 سيور آلية، تجمع الحصى في أحواض الجمرات الثلاثة بعد إلقائها من قبل الحجاج، ثم يتم فرز الحصوات. ويتم التخلص منها عن طريق فصلها عن غيرها من المواد التي يلقي بها الحجاج، ويجري سحب الحصى بعد تجميعها في جسر الجمرات، من خلال السيور التي يتم التحكم بها بقفل أو فتح بواباتها الكهربائية لفلترة الحصى عن غيرها. بعدها يجري تحويل مسار الحصى إلى عربات الضواغط التي تنتظرها لتجميعها ورميها في المرامي الخاصة بها، ويبلغ وزن المخلفات الأخرى في الجمرات 300 طن. كما قال المسؤول في منشأة الجمرات بالهيئة المهندس نبيل حامد الصبحي، إن نقطة التجميع بقبو المنشأة والمجهزة بالمرافق المساندة يتم خلالها رفع الحصوات عبر 6 سيور آلية تنتهي ببوابات إلكترونية لتفريغها في شاحنات بعد انقضاء الموسم ونقلها إلى أودية بين مشعري مزدلفة وعرفات، وفقاً لموقع الحج السعودي. وتابع: "أنه في يوم العاشر من ذي الحجة الجاري قدرت الحصوات بعد رمي جمرة العقبة ب 18 مليون حصاة. وتقدر كمية الحصوات المنقولة في مواسم الحج الماضية وبعد اكتمال منشأة الجمرات بنحو 1000 طن".